السيسي للإعلام الصيني: نتطلع إلى نقل تجربة بكين وتطوير العلاقات الاستراتيجية معها

كتب: أ.ش.أ الجمعة 19-12-2014 00:48

أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخميس، عن تطلعه إلى «تطوير العلاقات الاستراتيجية مع الصين، ونقل التجربة الصينية إلى بلاده.

وقال الرئيس السيسي، في مقابلة مع وسائل إعلام صينية، في مقدمتها وكالة أنباء (شينخوا)، «نتطلع إلى تطوير علاقات استراتيجية مع أصدقائنا في الصين، والصين سياساتها متوازنة، ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وهذه أحد أسباب نجاحها».

ومن المقرر أن يزور الرئيس السيسي الصين يوم 23 ديسمبر الجاري، وذلك للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا.

وأضاف السيسي أن «التجربة الصينية مثمرة جدا ورائعة جدا، ليس نحن فقط من يقدرها، واتصور أن العالم كله ينظر للتجربة الصينية بتقدير واحترام وفخر، والصينيون يجب أن يشعروا بالفخر، لأنهم أكدوا للعالم أن الشخص الصيني قادر على إنجاز المستحيل».

وخاطب الشعب الصيني قائلا: أنجزتم المستحيل خلال الأربعين سنة الماضية، ونود أن نتعاون معكم، وننقل تجربتكم، وعلاقة مصر بالصين تسمح بذلك، والتجربة الصناعية والإنسانية في الصين مفيدة جدا، العالم كله يستفيد منها، ونتمني أن يكون التعاون بيننا على أعلى مستوى«.

وعن أهداف زيارته للصين، قال الرئيس السيسي «يجب أن نعلم أن الصين دولة عظيمة جدا، وعلاقات مصر بها قوية ومستقرة.. والهدف (من الزيارة) هو تأكيد وتطوير التعاون بين البلدين، واستطلاع فرص التعاون والاستثمارات الصينية في مصر، وجذب المستثمر الصيني والاستثمارات الصينية» إلى مصر.

وتابع أن«مصر موقعها الجغرافي استراتيجي ومتميز، والصين لها علاقات بالعالم كله، ومن حق مصر والصين التعاون بالقدرات الصناعية والاستثمارية الصينية والموقع المصري المتميز».

وواصل«علاقتنا مع دولة لا يجب أن تكون على حساب دولة أخرى، والصين أعطتنا المثل على ذلك، فالصين لها علاقات ناجحة بكل العالم، ولا تهدف لتحالف ضد أحد، هي تتعاون من أجل التعاون والمصالح المشتركة، وليس معنى تطوير تعاوننا مع الصين أن نشكل محورا ضد أحد، نتعاون لأن خيار التعاون هو الأفضل للشعبين المصري والصيني».

وعن سبل طمأنة المستثمرين الصينيين حول الوضع في مصر، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن زيارته لبكين «الهدف منها التشجيع، والتشجيع الحقيقي يتمثل في توفير مناخ استثمار حقيقي، وفرص حقيقية، وأن يطمئن المستثمر أن استثماره (في مصر) سوف ينجح، ولن يضره أحد».

وأردف «نقول لأشقائنا الصينيين: تعالوا معنا بسرعة نضع أيدينا في أيدي بعض، ونشتغل مع بعض».

وأشار إلى أن «هناك مجموعة إجراءات لجذب الاستثمارات إلى مصر منها قانون الاستثمار الموحد، ونحن نحاول استعادة ثقة المستثمر، سواء المصري أو العربي أو الأجنبي، لأن في الفترة الاخيرة كان هناك قلق من الاستثمار في مصر، ونحن نريد أن نرسل رسالة طمأنة أن الاستثمار في مصر آمن ومستقر، وأن الدولة تحترم التزاماتها مع المستثمرين مادام هناك عقد مع الدولة».

وتعليقا على مبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير، قال الرئيس السيسي إن «كل مبادرة تهدف للتنمية والبناء والتعاون والمصالح للجميع نقف معها ونشجعها، وإحياء طريق الحرير فرصة عظيمة جدا لتعزيز التعاون بين البلدين، وسيكون لمصر دور هام في تفعيل المبادرة».

وأوضح أن مصر تشيد حاليا شبكة طرق ضخمة تبلغ حوالى 3400 كيلو متر خلال عام، إلى جانب مشروع قناة السويس الجديدة، ما يعني أن حركة التجارة القادمة من الصين وجنوب شرق آسيا أصبح لديها فرصة عظيمة، لاسيما أن وقت انتظار السفن في قناة السويس بعد الانتهاء من مشروع القناة الجديدة سوف يقل إلى ثلاث ساعات، إن لم يكن صفرا.

واستطرد «نطور قدراتنا على تقديم خدمات ملاحية، وتستطيع الصين المساهمة معنا في ذلك، سواء في مشاريع تموين السفن وتوفير الوقود والغذاء، هناك فرصة عظيمة جدا للتعاون مع الصين في هذه المشروعات».

وحول تأثير الأوضاع الداخلية في مصر على سياستها الخارجية، قال الرئيس السيسي إن«حالة الثورة كان لها ايجابيات وسلبيات، لكن سلبياتها لم تمس علاقة مصر بالصين أو أي من الدول الأخرى، لأن الثورة شئ داخلي، وكنا حريصين ألا تؤثر على علاقتنا بالدول الأخرى».

وتابع أن «مصر تتبع سياسة متوازنة، وتؤمن بالسلام كخيار استراتيجي، وبالحوار كاستراتيجية للتفاهم مع الآخرين، ومصر مستعدة أن تساهم في كل الجهود التي تحقق الاستقرار والسلام في المنطقة، نحن نشارك بقوات حفظ السلام في معظم مهام الأمم المتحدة».

وتابع أن «مصر دورها يتعاظم بتفاهمها وسياستها القائمة على التوازن في العلاقات، والعمل على فض المنازعات بشكل سلمي، والمشاركة الإيجابية في المهام التي تؤدى إلى السلام والاستقرار».

وأكد أن «مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، دول كثيرة في المنطقة تطلب وساطتنا لأنهم يشعرون أننا وسيط محايد، يحرص على السلام».

وعن مصر الجديدة، قال إن «المصريين من أكثر شعوب العالم إدراكا ووعيا بمخاطر الفوضى والتطرف، المصريين هم من انتبهوا لمخاطر الإرهاب والتطرف قبل كثير من الدول، ففى السبعينات والثمانينات نبهنا وقلنا إن العالم لازم ينتبه».

وواصل «جاءت ثورة (25) يناير، وبعدها وصل تيار الإسلام السياسي إلى السلطة في مصر، بعد سنة فقط المصريون رفضوا الاستمرار، ولذلك تحركوا في 30 يونيو، دفعنا ثمنا غاليا.. فالسياحة تأثرت بشكل كبير، وكان هناك حالة من عدم الاستقرار والعمليات الإرهابية، لكن الآن مسار الاستقرار والأمن في تزايد مستمر، ونحن نسير في طريقنا».

وحول رؤيته للوضع الاقتصادي لمصر، قال «نتمنى أن نصل إلى معدل نمو سبعة في المئة في سنوات قليلة، لا يمكن لدولة بحجم مصر يكون معدل نموها ثلاثة أو أربعة في المئة».

وأضاف أن «الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة من عدم الاستقرار منذ أربع سنوات، ولو ركزت الصين على العمل في أفريقيا والمنطقة سيزداد معدل النمو في الصين، فعدد سكان مصر والسودان وأثيوبيا يبلغ 200 مليون نسمة، وهذه ثلاثة دول فقط في أفريقيا».

واعتبر أن «مصر تمثل مدخلا للمنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا عن طريق البحر المتوسط، لذلك لابد ان تتقدم الصين (للتعاون مع مصر) بقوة وجرأة وحسم، ولديها فرصة عظيمة لأن الشعب المصري مستعد أن يضع يده في يد الصينيين من أجل التنمية والتقدم والسلام، وتعاوننا ليس موجها ضد أحد».

وأوضح أن«الصين علاقاتها قوية مع مصر، ويجب العمل على تعزيزها، ونحن حريصون أن تنتهى قناة السويس الجديدة في أغسطس القادم، أي بعد ثمانية أشهر من الآن، وهناك فرص استثمارية في محور القناة ومنطقة شرق بورسعيد لتنفيذ مشاريع مثل الحاويات وتخزين الغلال وصناعات التجميع، مثل تجميع السيارات والحاسبات».

وأشار إلى أن «هناك فرص واعدة لمشاريع ضخمة منها على سبيل المثال المزارع السمكية، والحديد والصلب، ومشاريع أخرى كثيرة.. وبخبرة الصينيين يمكن أن يستثمروا فيها ويجدوا فيها فرصا أخرى.. ونحن مع بعض يمكن أن نعمل الكثير من المشروعات العملاقة».