ثلاث رسائل حملها وزير الخارجية سامح شكري لتوصيلها إلى المسؤولين العراقيين من مختلف الطوائف العراقية، خلال الزيارة التى أجراها، الأربعاء، للعاصمة العراقية، بغداد، واستمرت 8 ساعات، كانت الرسالة الأولى دعم مصر لجهود الحكومة العراقية فى محاربة تنظيم داعش، والثانية التأكيد على وحدة الأراضى العراقية والحفاظ على العراق دولة واحدة، أما الرسالة الثالثة ضرورة أن تشمل العملية السياسية فى العراق جميع القوى من كل الطوائف العراقية دون إقصاء لأى طرف.
زيارة وزير الخارجية لبغداد والتى قام بها مباشره عقب زيارة قام بها للكويت، حظيت باهتمام كبير من جانب المسؤولين العراقيين، واتضح ذلك منذ اللحظات الأولى لوصول شكرى لبغداد، حيث كان فى استقباله وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى، الذى سبق أن شغل منصب رئيس الوزراء العراقى، وهو أحد الكوادر الشيعية الكبرى، وحظى موكبه بإجراءات أمنية مشددة من قبل السلطات الأمنية العراقية، حيث رافقه عدد من سيارات الشرطة طوال الطريق من مطار بغداد وحتى مدخل المنطقة الخضراء التى تقع ضمن نطاق سيطرة الجيش العراقى.
وعند وصول الوزير المنطقة الخضراء، تحرك الموكب دون حراسة، وإن كان هناك انتشار كثيف للأكمنة والمدرعات والدبابات، وكان لافتا للنظر تلك الجدران الخرسانية العالية التى تحيط بجميع شوارع المنطقة الخضراء والتى تجعل المنطقة أقرب لغابة من الجدران.
وفى حوالى العاشرة صباحا بدأ أول لقاءات وزير الخارجية مع المسؤولين العراقيين بلقاء أسامه النجيفى، نائب الرئيس العراقى (سنى)، بمقر إقامته، وحرص الوزير على إيصال رسالة واضحة للنجيفى بأن القاهرة تقف إلى جوار بغداد.
وعقب انتهاء اللقاء توجه الموكب إلى قصر السلام فى تمام الحادية عشرة صباحا للقاء الرئيس العراقى فؤاد معصوم (كردى) وحرص شكرى على التعرف من الرئيس العراقى على مسار الأوضاع السياسية الداخلية فى العراق، والاطمئنان على التوجه نحو تعميق الحوار الوطنى وإشراك جميع القوى العراقية الوطنية بكل مكونات الشعب العراقى، بغض النظر عن الانتماء الطائفى أو الدينى، بما يعزز وحدة العراق ويدعم قدرة الحكومة على مواجهة التنظيمات الإرهابية، ومن بينها تنظيم داعش، وحتى يعود العراق لممارسة دوره التاريخى والوطنى دون إقصاء لأى فصيل وطنى، وشدد الوزير شكرى على دعم جهود الحكومة العراقية فى مكافحة الإرهاب.
وعقب انتهاء لقاء وزير الخارجية مع الرئيس العراقى فؤاد معصوم توجه إلى مقر السفارة المصرية بالعراق والتى تقع فى المنطقة الخضراء بجوار السفارة الأمريكية، بعدها توجه إلى مقر الخارجية العراقية، حيث عقد جلسة مشاورات ثنائية مع وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى، أعقبها مؤتمر صحفى مشترك بين الوزيرين، وعقب انتهاء المؤتمر الصحفى توجه وزير الخارجية فى حوالى الساعة الثالثة إلى مقر الحكومة العراقية للقاء رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى (شيعى) حيث سلمة رسالة من المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، يدعوه فيها لزيارة مصر.
وفى حوالى الساعة الرابعة توجه وزير الخارجية سامح شكرى للقاء عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامى (شيعى)، حيث عقد معه مشاورات ثنائية تم التأكيد فيها على أهمية دور الأزهر فى محاربة الأفكار المتطرفة، وكذلك التقريب بين السنة والشيعة، وعقب انتهاء اللقاء توجه وزير الخارجية للقاء نائب رئيس الوزراء العراقى صالح المطلق (سنى).
وكان آخر لقاءات وزير الخارجية مع المسؤولين العراقيين مع هوشيار زيبارى، وزير المالية العراقى، (كردى)، وتوجه بعدها إلى مطار بغداد للعودة إلى مصر.
وكان من اللافت من اللقاءات التى عقدها وزير الخارجية مع المسؤولين العراقيين أنه اجتمع مع مسؤولين يمثلون الطوائف الثلاث الرئيسية (شيعة وسنة وأكراد) ربما كانت رسالة بأن القاهرة تقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية فى العراق.