الصوت الفلسطيني.. الإبداع في الأسر

كتب: اخبار الأربعاء 10-02-2010 12:49

عقد الجناح الفلسطينى الذى رأى أن تواجده وحده لم يكن كافيا للتعبير عن القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينين اكثر من ندوة لمناقشة الأوضاع المتدهورة للفلسطينيين. أهم هذه الندوات تلك التى تناولت وضع الأسرى الفلسطينيين أدارتها لطيفة يوسف، مستشارة المركز الإعلامى والثقافى الفلسطينى بالقاهرة، كما شارك بها ثائر شريتح من وزارة شؤون الأسرى ومحمد فيدات وحسن عبدربه والذين تحدثوا عن قضية الأسرى باعتبارها من أهم ما يعانيه الفلسطينيون وهو الأمر الذى اعتبروه مهمشاً إعلاميا ولا أحد يهتم به رغم أهميته، كما اعتبر محمد فيدات أن الاسرى الفلسطينيين هم اسرى حرب وليسوا سجناء كما تكلم عن معاناة هذا الأسير وقال: قبل أى مفاوضات من أجل السلام على إسرائيل أولا أن تطلق سراح هؤلاء الأسرى الذين يعانون ألوانا من العذاب لا يضاهى الإسرائيليين فيها أحد فيكفى الحجرة المظلمة ذات المساحة الضيقة التى لا تتعدى متراً مربعاً.

وبالرغم من معاناته إلا أنه مبدع، وأكبر تعذيب يلقاه المبدع هو أن يحرم من إبداعه، هذا ما أكده ثائر شريتح فى حديثه عن الأسرى والذين استطاعوا من خلال معاناتهم وشقائهم أن ينتجوا أعمالا إبداعية رائعة وقال: إسرائيل منعت دخول الكتب للسجون، خاصة بعدما أبداه الأسرى من تفوق سواء فى دراساتهم عن طريق التعلم الذاتى أو إبداعاتهم الادبية إلا أن الأسير لم يستسلم وقام بخطة أخرى تمكنه من إنتاج الكتب والإبداعات التى يستغلون وقتهم فى السجن فى كتابتها، واكد شريتح أن الأسرى يقومون بكتابة كتبهم ونشرها من خلال البراشيم وشرح ذلك: يقوم الأسير بكتابة ورقة عليها الكلام فيطبقها حتى تصير فى حجم البرشام، مما يمكن الزائر من بلعها وبالتالى إخراجها بعد ذلك وغسلها وهكذا ينتج الأسرى كتبا من خلال «البرشام» كما ذكر أبرز أسماء أدباء السجون مثل سعيد العتبة، الذى أمضى أكثر من 35 عاماً.

معاناة الأسير لم تكن مجرد التعذيب، حيث أكد شريتح أن الأمل الوحيد المتبقى له وهو الزيارات لم يهنأ به، حيث أصدرت إسرائيل قرارا بمنع أى زيارات إلا للأقرباء من الدرجة الأولى فضلا عن الأشخاص الممنوعين من الزيارة والذين تحددهم إسرائيل وقد يكون منهم الأب أو الأم أو شخص عزيز على الأسير. تحدث أيضا حسن عبد ربه عن فضل الأسر عليه بالرغم من آلامه وقال: وضعت زوجتى مولودنا وأنا أسير لذلك ارسلت له رسالة حب وأنا فى المعتقل وعندما خرجت تقدمت بالرسالة فى إحدى المسابقات الأدبية وكنت الفائز بفضل رسالتى التى كتبتها بالأسر