اكد السفير إيهاب بدوي، سفير مصر لدى فرنسا، ان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، شكل علامة فارقة في تاريخ مصر و المصريين، و لعب دورًا محوريًا بالغ الأهمية في الشرق الأوسط و الوطن العربي و أفريقيا، ونجح في تعزير المكانة السياسية للدول النامية على المستوى الدولى بشكل غير مسبوق.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها السفير إيهاب بدوي، خلال الندوة التي نظمها المكتب الثقافي المصري بباريس ، تحت رئاسته الشرفية، حول حياة و انجازات الرئيس عبد الناصر، و كان عنوانها « ناصر وعصره و مصر الحديثة»
و قال السفير إيهاب بدوي: «اذا أردتم معرفة المكانة الحقيقية التي حظى وما زال يحظى بها الرئيس عبد الناصر في قلوب المصريين، فلتشاهدوا جنازته المهيبة و الحاشدة التي شارك بها ملايين المصريين، وطافت شوارع وميادين القاهرة بكاء على رحيله في الأول من اكتوبر ١٩٧٠، ولعل فى عودة صورعبد الناصر في ثورة٣٠ يونيو التي إحتشد فيها ملايين المصريين دلالاتها، ففى كلتا الحالتين شعر المصريون ان دولتهم وهويتهم مستقبلهم ومستقبل أبنائهم فى خطر».
و اشار السفير ايهاب بدوين إلى ان ناصر البطل الثوري، و أحد أهم الشخصيات التى حكمت مصر على امتداد تاريخها، عمل على تحسين أوضاعها اجتماعيًّا وإقتصادياً وثقافيًّا وعسكرياً، فكان صاحب مشروع قومى طموح وخطّة عظيمة لإعادة بناء مصر، و قاد العديد من الاصلاحات الاجتماعية عندما فرض مجانية التعليم كوسيلة لتوفير الفرص المتساوية أمام الشعب حتى يتسنى للجميع الالتحاق بالتعليم المدرسي و الجامعي.
كما استعرض السفير، ابرز انجازات جمال عبد الناصر، مشيراً إلى قرار تأميم قناة السويس، التي ما زالت من اهم موارد الدخل القومي المصري، بالاضافة إلى القرار التاريخي الذي اتخذه لبناء السد العالي، الذي حما مصر من الجفاف والمجاعة، فضلا عما شهده عهده من نهضة صناعية فى مصر، ودخولها مجال الصناعات الثقيلة.
وقال «بدوى»: ان «ناصر كان من أهم المساندين للحركات الثورية، ولحركات التحرر من الاستعمار في العالمين العربي والافريقى، فتبنى القضية الفلسطينية، بإعتبارها القضية العربية المركزية، وساندا قيام منظمة التحرير الفلسطينية، كما ساند الأشقاء فى الجزائر، واليمن، وغيرهم من الأشقاء العرب فى ثوراتهم، كما سعى جاهداً إلى تحقيق الوحدة العربية من خلال وحدة مصر وسوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة».
كما أشار الى الدور المحورى، للزعيم جمال عبد الناصر في تأسيس حركة «عدم الانحياز»، مع رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، والرئيس اليوغوسلافي تيتو، إبّان انهيار النظام الاستعماري، وإسهاماتها على مستوى نضال شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق في العالم من أجل الاستقلال.
وقد بدأت الندوة التي عقدها المكتب الثقافي المصري وأدارتها الدكتورة أمل الصبان، المستشار الثقافي بفرنسا، بعرض فيلم وثائقي عن حياة و انجازات الزعيم جمال عبد الناصر.
و شارك في الندوة نخبة من أساتذة الجامعة و الكتاب و الشخصيات العامة، وعلى رأسهم السيدة هدى عبد الناصر، التي قامت بعرض الكتاب الجديد الذي أصدرته باللغة الفرنسية عن والدها تحت عنوان «ناصر حياتي معه»، والمأخوذ عن مذكرات والدتها تحية عبد الناصر.