أهالي ضحايا مركب البحر الأحمر المنكوب يطالبون الرئيس بالتدخل لانتشال المفقودين

كتب: أيمن أبو زيد الإثنين 15-12-2014 21:28

نظم عشرات من أهالى الصيادين الذين لقوا مصرعهم أو مازالوا مفقودين فى البحر الأحمر، أمس، وقفة احتجاجية أمام ديوان عام محافظة جنوب سيناء، للمطالبة باستخراج جثامين ذويهم العالقين والمفقودين البالغ عددهم 15 صياداً، وطالبوا بتدخل القوات البحرية لانتشال جثامين الضحايا الذين قضوا نحبهم بعد غرق مركبهم فى منطقة جبل الزيت، أمس الأول، نتيجة اصطدام سفينة نقل بضائع عملاقة بالمركب الذى كان على متنه 41 صياداً.

فى المقابل، أكـد مصدر أمنى أن جهود البحث والإنقاذ مستمرة لاستخراج الجثامين والمفقودين، مشيراً إلى أن هناك صعوبة فى انتشال الجثامين ممن كانوا داخل ثلاجة المركب المنكوب «المغلقة» على عمق 100 متر فى قاع البحر. انتقد الأهالى تقاعس الأجهزة فى عمليات البحث عن المفقودين، لافتين إلى توقفها نهائياً بحجة أن المركب غرق على أعماق بعيدة، ومؤكدين أن هناك صيادين عالقين فى الغزل، وآخرين داخل ثلاجات المركب فشلوا فى الخروج وعددهم 14 صياداً.

وقال فؤاد المنزلاوى، قريب أحد الضحايا، إن الفقر والبلطجة هما السبب فى الحادث، مؤكداً أن بحيرة المنزلة يوجد بها بلطجية وعصابات، مشيراً إلى أن الصياد الغلبان لا يستطيع النزول إلى بحيرة المنزلة دون دفع إتاوات، لافتاً إلى أن هذا هو السبب الرئيسى الذى دفع الضحايا إلى الخروج للصيد فى خليج السويس، وطالب حسام عبدالمنعم محمد خضير، من أهالى المفقودين، بتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، لإيجاد حل لاستخراج جثث ذويهم من العالقين، وقال إن زملاءه هم من أنقذوا المصابين وانتشلوا الجثث، ولم تصل إلى موقع الحادث أى مساعدات.

وقال محمد جابر محمد، شقيق أحد الضحايا المفقودين: «لا أستطيع العودة إلى قريتى دون أخى، لأن أمى وأشقائى ينتظرونه حياً أو ميتاً»، مشيراً إلى أن الصياد محروم من كل شىء فلا توجد نقابة أو تأمين صحى أو معاشات، والنقابات الخاصة بالصيادين لا تقدم أى شىء للصياد، وطالب الحكومة بالتدخل السريع لانتشال ذويهم المفقودين.

فى سياق متصل، قال اللواء أحمد فوزى عبدالعليم، سكرتير عام محافظة جنوب سيناء، إنه أجرى اتصالات عديدة مع القاعدة البحرية بالسويس وهيئة قناة السويس، مشيراً إلى أن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة القناة، صدّق على خروج طاقم متخصص للبحث عن المفقودين، وهذا الطاقم يستطيع النزول للأعماق البعيدة، لافتاً إلى أن هناك مدمرة بحرية وصلت بالفعل من قاعدة سفاجا البحرية إلى منطقة جبل الزيت للبحث عن المفقودين.

من جهة أخرى، استمع فريق من النيابة العامة لأقوال المصابين فى الحادث، وعددهم ١٣ صياداً، وأكدوا فى أقوالهم أن المركب الكويتى صدم مركبهم دون سابق إنذار بعد أن انحرف عن المجرى الملاحى، وصدمهم من الجانب الأيمن ومؤخرة المركب، ما أدى إلى انقلابه على جانبه ثم انقلب بالكامل وغرق بعدها بوقت قصير.

‏وتجمعت أعداد كبيرة من طيور النورس على ميناء طور سيناء للصيد ترفرف فوقه، وكأنها تودع أرواح الصيادين الذين لقوا حتفهم، أمس الأول، بمنطقة جبل الزيت، إثر اصطدام سفينة نقل بضائع كويتية بمركب صيد «بدر الإسلام» الذى كانوا على متنه، ما أسفر عن وفاة 13 منهم تم دفنهم، ومازال هناك 15 آخرون مفقودون، وعلق أحد المواطنين على ذلك المشهد، بقوله: «كأن هذه الطيور الحزينة ترفرف وداعاً للصيادين الغلابة، وانتظاراً لجثامين 15 آخرين مازالوا مفقودين، ولم تنجح جهود الإنقاذ فى استخراج جثامينهم».

وقال محمد عبدالمعطى، صياد بميناء طور سيناء، إن تلك الطيور لأول مرة تتجمع بهذه الكثافة فوق الميناء وتحلق فوقه لمسافة كبيرة، كأنها تودع هؤلاء الصيادين الذين استشهدوا بحثاً عن الرزق.

وأضاف عبده عوض الصديق رضوان إنه جاء بحثاً عن شقيقه «محمد» المفقود، وينتظر خروج جثمانه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه، مشيراً إلى أنه ينتظر أمام ميناء الصيد بطور سيناء ربما يخرج جثمان أخيه ليحمله لمثواه الأخير.

وقال شقيقه الثانى «عمرو» إنه لن يترك ميناء الطور حتى يعود بجثمان شقيقه «محمد»، مشيرا إلى أن شقيقه له 3 أبناء وهو عائلهم، ولا يستطيع العودة لوالدته وأولاده بدون جثمانه.

وأكد جمال الشريف، مدير ميناء طور سيناء، أن وفداً من جمعية الغوص بسفاجا سينتقل لموقع الحادث لاستخراج 15 جثة مازالت عالقة بأطلال المركب الغارق.