شن أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، فى اجتماعهم الأحد، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، هجوما عنيفا على تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالى، الأستاذ بجامعة الأزهر، التى أكد فيها أن المسلم ليس من نطق الشهادتين وإنما من «سالم».
وقال أعضاء المجمع، فى بيانهم الذى أصدروه الأحد عقب الاجتماع: «ساء الأزهر الشريف وعلماءه ما تناقلته وسائل الإعلام فى الآونة الأخيرة من تصريحات أحد المنتسبين إليه يزعم فيها أن المسلم هو من سالم، وليس من نطق بالشهادتين، بل لو نطق شهادة (لا إله إلا الله) فقط صار- فى زعمه- مسلما، ناسبا ذلك إلى بعض أهل العلم».
وأضافوا: «وهذا الزعم ينبئ عن فكر منحرف فيه مخالفة جريئة للنصوص الصريحة من الكتاب والسنة؛ ففى القرآن الكريم آيات كثيرة تدل دلالة صريحة على أن الشهادتين هما ركن الإسلام الأول، ودون الإقرار بهما معاً لا يكون الإنسان مسلماً مؤمناً بمحمد ورسالته». وتابعوا: «أما استشهاد صاحب هذه التصريحات بكلام ابن حجر الهيتمى فهو استشهاد باطل تمام البطلان، وفهم سقيم للنصوص؛ إذ الناظر فى كتاب (الفتاوى الحديثية لابن حجر) يتبين له من أول وهلة أن هذا القول افتراء على ابن حجر؛ حيث اقتطع من كلامه ما يخدم فكرته الضالة، ونظرته الخاطئة، وتغافل عمدا عن القول الفصل الذى اعتمده ابن حجر وقرره وانتصر له؛ وهو ضرورة النطق بالشهادتين معا، وقد دلل عليه - رحمه الله - بأدلة استغرقت العديد من صفحات كتابه، والعجيب أن هذا القائل تمسك برأى شاذ تطرق إليه ابن حجر فيما لا يزيد على أربع كلمات ثم أبطله فى تحليل علمى دقيق استغرق العديد من الصفحات التى تدل على هذا البطلان».
واختتم بيان المجمع: «ويحذر الأزهر المسلمين جميعا فى مشارق الأرض ومغاربها من الانسياق إلى مثل هذه الأفكار الضالة المنحرفة، والتى لا تصح نسبتها إلى الثقات من أهل العلم ولا التعويل عليها، والأزهر إذ يتبرأ من هذه الأفكار الشاذة فإنه يشدد على عدم الانخداع بها، ويوصى بعدم الالتفات إليها».