أكد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أن غالبية الشعب يحبون جمال مبارك، رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطنى، ويفضلونه على غيره «إن وجد» لرئاسة الدولة، معترفاً فى الوقت نفسه بأن العلاقة بين المسلمين والأقباط «ليست طيبة فى مجملها».
وقال البابا، فى حواره على قناة ON TV: إن أمر رئاسة الجمهورية ليس مسألة توريث، و«لكن مسألة كفاءة شخصية لشخص معين، خاصة أننا لا نجد من يرشح نفسه أمامه»، قاصدا نجل الرئيس مبارك.
وأضاف: «لدينا قواعد قانونية لاختيار رئيس الجمهورية، فمن تنطبق عليه القواعد يرشح نفسه ومن يوافق عليه الشعب هو اللى ح يختاره».
ورفض البابا أن يقول رأيه الشخصى فى جمال مبارك، وقال: «لما ييجى الوقت المناسب أنا وباقى الأقباط سوف نقول رأينا، بدلا من أن أقول رأياً، ويبدأوا فى الهجوم عليه لأنه صادر من الكنيسة».
وشدد على عدم جواز تولى قبطى للرئاسة، موضحا «أن الغالبية العددية ليست قبطية، لذلك لا يصح أن يأتى قبطى من الأقلية العددية يرأس الغالبية»، وقال: «القبطى لا يستطيع أن يكون عضوا فى نقابة المحامين فكيف سيكون رئيسا للجمهورية كلها؟!».
فى سياق متصل، اعتبر البابا شنودة أنه لا يوجد حل عام لكل المشكلات الطائفية التى تظهر بين الحين والآخر فى مصر، قائلا: «كل مشكلة يجب أن تحل فى إطارها والمناخ الذى نشأت فيه، وتعامل الجهات المختلفة معها».
وقال البابا شنودة، فى حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته أمس: «فى المشكلات الطائفية لا نرى دورا سوى لرجال الأمن، وسط غياب تام لأعضاء البرلمان والمجالس المحلية، وبعد أن يتدخل رجال الأمن تتدخل المؤسسات الدينية لكى تؤيد الحل الأمنى وبعد ذلك نهاجم رجال الدين ونتهمهم بالعمل فى السياسة».
ورفض وصف تلك المشكلات بأنها أحداث فردية، وقال: «الأحداث الفردية إذا تكررت لا تصبح فردية»، معتبرا أن الحياد فى التعاطى مع تلك المشكلات ليس موجودا فى كل الحالات، إلا أنه رفض اتهام جهة بعينها بعدم الحياد. ورأى البابا شنودة أن العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر فى مجملها ليست طيبة، قائلا: «شيخ الأزهر رجل طيب وسمح وتجمعنى به علاقة طيبة، وكثيرا ما نلتقى فى مناسبات مختلفة ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه العلاقة الطيبة بين المسلمين والأقباط».
وأضاف: «قد تكون هناك علاقات صداقة وعلاقات طيبة بين مسلمين وأقباط، ولكن حين تأتى ساعة الاختيار فى الانتخابات لن يختار المسلم القبطى مرشحاً»، معتبرا أن هذا الأمر جديد.
وتابع: «فى نقابة المحامين كان مكرم باشا عبيد، وهو قبطى، نقيبا للمحامين ثم جرى العرف على أن يكون وكيل نقابة المحامين من الأقباط ثم اختفى التمثيل القبطى من مجلس إدارة النقابة تماما». متسائلا: «الذى كان ينتخب المرشحين الأقباط كان الناخبين المسلمين فما الذى حدث؟»، معتبرا أن هناك تراجعا فى دور الأقباط فى الانتخابات.
إلى ذلك رفض البابا شنودة، افتتاح قسم للتدريس بنظام الدراسة عن بُعد بالكلية الإكليريكية عن طريق الإنترنت، وكذلك الالتحاق بالكلية بنظام الانتساب الموجه.
وبرر البابا رفضه، أثناء عظته الأسبوعية فى كاتدرائية الإسكندرية، أمس الأول، بعد غياب 13 أسبوعا عن إلقائها، بأن الهدف من الدراسة فى الكليات اللاهوتية الإكليريكية هو الحوار وليس تلقين معلومات لاهوتية، ولابد أن يكون الدارس مقتنعاً بهذه المعلومات ومؤمناً بها. وانتقد البابا أحد الشباب الذى طلب منه أن ينصح الفتيات والسيدات بأن يحتشمن ويحترمن تواجدهن فى الأماكن المقدسة، وقال له «وإنت إيه عرفك إن هما لابسين ملابس غير لائقة إلا إذا كنت بتبص عليهم».
وطلبت إحدى السيدات حديثات الزواج من البابا النصيحة من أجل استمرار زواجها، فقال لها: «خلو محبتكم لبعض تزيد يوم بعد يوم، لأن هناك أزواج بيحبوا بعض قبل الخطوبة ولما يتجوزوا ياخدوا بالكتير شهر واحد كويسين، وبعدين يتحول العسل من الأبيض إلى الأسود وبعد كده ما يبقاش فيه عسل خالص».