ذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، في افتتاحيتها، الجمعة، أن صورة الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها نموذجا للدولة الديمقراطية قد نال من مصداقيتها على المستويين السياسى والأخلاقى تقرير لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكى، الذي نشر ملخص عنه، في 9 ديسمبر، يقر بقيام المخابرات المركزية الأمريكية بعمليات تعذيب ممنهجة ضد «إرهابيين مشتبه بهم» عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وتابعت أن «واشنطن تدين بالشكر إلى إدارة الرئيس باراك أوباما، لأنها أنهت مثل هذه الممارسات على الفور بمجرد مجيئها للسلطة، حتى ولو لم ينه أوباما صلته بممارسات إدارة بوش بنسبة 100% فلا يزال معتقل (جوانتنامو) مفتوحاً، كما تدين لها أيضاً بالشكر لأن تلك الإدارة سمحت بظهور مثل هذا التقرير، الذي يساعد على تصحيح صورة الولايات المتحدة الأمريكية».
وأضافت «لوموند» أن «التقرير، الذي تضمن تفاصيل وقائع التعذيب على المسجونين، من إذلال، وحرق بالسجائر، وعمليات إغراق في الماء البارد، وغيرها لم يؤثر في صورة الولايات المتحدة وقيمها فقط، ولكنه يشير أيضاً إلى أنها جعلت من التعذيب أمراً مقبولاً وعادياً».
وقالت الصحيفة الفرنسية إن «التقرير لم يؤكد نجاح تلك الممارسات في الكشف عن معلومات مهمة تساعد في التعرف على مرتكبى هجمات 11 سبتمبر، ولا في تجنب اعتداءات أخرى، إنما هو يصف نظام حكومة سيطر عليها الهلع وجنون الاضطهاد عشية الاعتداءات، وكانت على استعداد إلى التنكر لمبادئها، وقيمها تحت مسمى الأمن القومى».