«الطريق لذات الأذنين»: المجموعة الثانية.. مدريد الخارق.. وليفربول البائس

كتب: بوابة الاخبار الجمعة 12-12-2014 15:55

في المجموعة الثانية، استطاع ريــال مدريد التغريد وحيدًا، بعد الفوز في المباريات الست، ليحتل قمة المجموعة بفارق 11 نقطة كاملة عن وصيفه، الذي كان بازل السويسري، وليس ليفربول الإنجليزي، كما كان متوقعًا وبديهيًا قبل بداية الجولة.


- ريــال مدريد لا يعرف غير الفوز:

لو أن هناك مفاجآت تدريبية كبرى خلال الموسمين الماضيين، فكارلو أنشيلوتي بلا شك واحد منها.

هو بالطبع مدير فني كبير منذ وقت طويل، تحديدًا في فترته المثالية مع ميلان، ولكن أحداً لم يتوقَّع، ولموسمين على التوالي، أن يصنع أحد أفضل نسخ ريــال مدريد طوال تاريخه، وأن يتفوق بهذا الشكل على سلفه جوزيه مورينيو.

موسما «أنشيلوتي» كانا مترنحين جدًا في البداية، الموسم الماضي، كان الجميع يقارن بينه وبين «مورينيو»، وينتقد تخليه عن مسعود أوزيل لصالح قدوم جاريث بيل، وازداد الأمر سوءًا بخسارتيه من أتلتيكو مدريد وبرشلونة.

لاحقًا، أحدث الرجل انقلابية مذهلة، استطاع أن يجد صيغة جيدة لشراكة «بيل» و«رونالدو» و«بنزيمة»، زاد من الصلابة الدفاعية لرباعي الفريق الخلفي، وكان أهم ما حققه هو تحويل أنخيل دي ماريا من جناح سريع غير مفضل لجماهير البيرنابيو، إلى ثاني نجوم الفريق وواحد من أفضل 5 لاعبين في العالم، بتطوير مذهل لأدائه وتحويله للاعب خط وسط ثالث، متعدد الاستخدامات التكتيكية.

الحصاد كان تحقيق حلم العاشرة الذي ذهب لأجله المدريديون لـ12 عاماً، الفوز على برشلونة في نهائي الكأس.. وعلى جوارديولا ذهابًا إيابًا في قبل نهائي دوري الأبطال.

في الصيف التالي للعاشرة، بدا أن الفريق ليس بحاجة إلى أي تدعيم، فقط الحفاظ على قوامه الحالي، ولكن فلورنتينو بيريز قام بصفقة إعلامية في المقام الأول، بعد ضم جيمس رودريجز المتألق في كأس العالم رفقة منتخبه الكولومبي، وصفقة مهمة وجيدة بظروفها، مع ضم توني كروس نجم ألمانيا وبايرن ميونيخ.

المشكلة الحقيقية أن الصفقتين تضربان ديناميكية الفريق، «كروس» لاعب وسط ملعب متحرك ذو ميول هجومية، مثله مثل «مودريتش»، وليس لاعب ارتكاز، و«جيمس» هو صانع ألعاب لا دور حقيقي له في خطة 4-3-3 التي اعتمد عليها «أنشيلوتي» في تحقيق العاشرة. ومع ضرورة لعبهما بشكل أساسي بدا الفريق تائهًا جدًا في بداية الموسم الجاري.

الأسوأ كان الاستغناء عن الجوهرة التي صنعها «أنشيلوتي»، أنخيل دي ماريا، وكذلك تشابي ألونسو الذي قدم منذ يومه الأول عطاءات مذهلة مع بايرن ميونيخ.

توقع الجميع أن يسقط ريـال مدريد، ولكن «أنشيلوتي» استطاع من جديد أن يخلق ديناميكية بين النجم الجديد واللاعبين القدامى، وأن يصنع جوهرة جديدة اسمها «إيسكو»، تفيده بأدوارٍ تكتيكية شبيهة مما كان يفعله «دي ماريا».

الحصاد؟ ريـال مدريد حقق الفوز في آخر 19 مباراة لعبها في كل المسابقات، وأصبح قريبًا من الانفراد بالرقم القياسي للفوز المتتالي على مستوى أوروبا، ولم يواجه حتى خطر فقد أي نقطة في مرحلة المجموعات، وصار حاليًا هو المرشح الأول للفوز بالبطولة.

طريق مدريد مُمهد، أيًّا كان منافسه في دور الـ16، الخطر الحقيقي قد يحدث إذا قابل «مورينيو» مع تشيلسي، أو واجه من جديد نسخة مُحسَّنة كثيراً من بايرن بيب جوارديولا.

- ليفربول.. كل هذا البؤس:

بعد موسم رائع جدًا في العام الماضي، كان فيه أفضل فريق إنجليزي على الإطلاق، تجمَّعت كل عوامل الفشل هذا الموسم كي تصل بليفربول إلى كل هذا البؤس في النتائج.

رحيل لويس سواريز، الأداء المتواضع جدًا الذي تقدمه كل صفقات الفريق على الإطلاق، انخفاض مستوى ستيفن جيرارد، وترنح ثنائيته مع هيندرسون نصف الملعب، اهتزاز مستوى الحارس مينيوليه، وعدم قدرة بريندان رودجرز على إيجاد أي حل، والنتيجة: خروج من البطولة التي انتظر الفريق العودة إليها لمدة 5 مواسم، ونتائج سيئة في الدوري، تجعله بعيدًا حتى عن العودة إليها من جديد.

لم يستطع الـ«ريدز» أن يفوزوا إلا في مباراة واحدة، ضد لودجوريتس المجهول بصعوبة، خسروا من مدريد ذهابًا إيابًا، وفشلوا في الفوز على بازل السويسري، ولو بهدفٍ واحد يؤمن لهم التأهل للدور الثاني.

نهاية كارثية لحلم العودة الذي انتظره الليفربوليون طويلاً، ولا أمل حاليًا إلا القتال على احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري للعودة من جديد.


- بازل.. المفاجأة السارة دائمًا:

الفوز على توتنهام وتشيلسي، التسبب في خروج مانشستر يونايتد من البطولة قبل عدة أعوام، وليفربول هذا العام، بازل السويسري هو قاهر الفرق الإنجليزية فعلاً، وواحد من أفضل فرق المستوى الثالث في أوروبا دائمًا.

لن يكون الطريق ممهدًا بأي شكل لدور الـ16، نظراً للاحتمالات التي تشمل برشلونة وتشيلسي وبايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد، أو حتى بورتو وموناكو.

ولكن الفريق السويسري حقق تماماً المطلوب منه، وأطاح ببطل سابق للبطولة في 5 مناسبات.