نفى المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مايكل هايدن، أن يكون قد كذب على الرئيس السابق، جورج دابليو بوش، والكونجرس بشأن ممارسات استجواب المشتبه في كونهم «إرهابيين» بالوكالة، والتي كانت «أكثر وحشية» وأقل فعالية مما كان معتقدا، وفقا لتقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال هايدن، الذي تولى إدارة «سي آي إيه»، خلال الولاية الثانية لبوش: «لم أكذب ولم أخدع الكونجرس»، وذلك خلال مقابلة مع قناة «إن بي سي».
ويرد بايدن بهذا على التقرير الذي عرضته لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، وأفاد بأن «سي آي إيه» مارست خلال عمليات استجواب أساليب تعذيب «أكثر وحشية» من تلك التي اعترفت بها عقب هجمات 11 سبتمبر بالولايات المتحدة.
ويحلل التقرير وسائل الاستجواب المثيرة للجدل التي اتبعتها الوكالة الاستخباراتية مع المشتبه في كونهم «إرهابيين» في السنوات الثمانية التي تلت هجمات 11 سبتمبر، وتضمنت الإيهام بالغرق وحمامات المياه المثلجة وحرمانهم من النوم لأكثر من أسبوع.
وأوضحت عضوة المجلس الديمقراطية ديان فينستين، رئيسة اللجنة، التي أعدت التقرير بعد عمليات تقصي استمرت خمس سنوات، لم يخطر أي عميل أو قيادي بالـ«سي إي إيه» بوش بشأن الممارسات التي كانوا يقومون بها حقيقة.
وأشار التقرير إلى أن موظفين رفيعي المستوى بينهم المدراء السابقون للوكالة جورج تينيت وبورتر جروس وهايدن بالغوا في تثمين أهمية الاستجواب خلال الجلسات السرية التي عقدت في البيت الأبيض أو في الكونجرس.
وفي مقابلة أخرى مع صحيفة «بوليتيكو»، نفى هايدن جهل بوش بتفاصيل تقنيات الاستجواب، حتى 2006، لأن الرئيس آنذاك «أقر شخصيا» استخدام تقنية الإيهام بالغرق مع أبوزبيدة أحد قيادات تنظيم «القاعدة»، الذي اعتقل، في 2002.
وأشار هايدن «ما يمكنني قوله هو أن الرئيس بوش لم يعرف مطلقا موقع» المنشآت السرية في أوروبا وآسيا، التي يحتجز بداخلها المشتبه بهم، موضحا «هذا هو الأمر الوحيد الذي أعرف أنه كان يجهله».
وانتقدت المعارضة الجمهورية وأعضاء بارزين بإدارة بوش التقرير، مشيرين إلى أن ممارسات الاستخبارات الأمريكية سمحت باحباط مخططات «إرهابية» وإنقاذ حياة الكثيرين.