«يغامرون.. يقاومون.. يضحون وينقذون الآخرين».. بهذه الكلمات أعلنت هيئة تحرير مجلة «تايم» الأمريكية اختيارها «مكافحي مرض الإيبولا» لحمل لقب شخصية عام 2014، وذلك بعد خروج الرئيس عبد الفتاح السيسي من القائمة القصيرة التي أعدها مجلس تحرير المجلة، والتي تتضمن الأسماء النهائية التي اتفق عليها أعضاء المجلس لاختيار شخصية العام من بينها.
وفي مقدمة التقرير الذي كتبته رئيسة تحرير المجلة، نانسي جيبس، قالت: «يقول المثل إن السلاح المتألق ليس هو من يحارب المعركة.. إنما قلب البطل».
وأوضحت جيبس أن مرض «إيبولا» سكن القرى الريفية الأفريقية مثل الوحش الأسطوري، الذي يخرج من مضجعه مطالبا بتضحية بشرية ثم يعود إلى الكهف مجددا.. ولكن المرض وصل الغرب كالكابوس أو رعب هوليوودي جعل العيون تنزف والأعضاء تتحلل ويصاب الأطباء باليأس لعدم وجود علاج.
وتابعت: «وفي 2014 تحول المرض إلى وباء متفشٍّ، وهذه المرة وصل إلى الأحياء الفقيرة المزدحمة في ليبيريا وغينيا وسيراليون، ثم سافر إلى نيجيريا ومالي، ثم إلى إسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة.. وأي شخص كان على استعداد لعلاج ضحايا الفيروس كان يخاطر بنفسه من أن يصبح واحدًا منهم».
وأشادت جيبس بدور القوات الطبية الخاصة في منظمة «أطباء بلا حدود» وعمال الإغاثة الطبية من جميع أنحاء العالم جنبًا إلى جنب مع الأطباء والممرضين المحليين والإسعاف والسائقين وفرق الدفن، الذين خاطروا بحياتهم أكثر من مرة لمحاولة التقليل من نطاق تفشي المرض.
وإذا سألت أحدهم من الذي دفعك إلى القيام بتلك المهمة، حسب جيبس، فإن الإجابة تكون عن الله، البلد، أو من لديه غريزة إلقاء نفسه في التهلكة وليس الهروب منها.
ووصفت جيبس إيبولا بأنها «حرب وتحذير» في وقت واحد، موضحة أن النظام الصحي العالمي لا يعتبر قويا بما يكفي ليبقينا في مأمن عن الأمراض المُعدية.
واختتمت تقريرها بالقول: «إن العالم يستطيع النوم ليلًا بسبب مجموعة من الرجال والنساء هم على استعداد للوقوف والقتال.. ولأجل الأعمال الدؤوبة الممتلئة بالشجاعة والرحمة، ولأجل تعزيز دفاع العالم لمحاربة الفيروس، ولأجل المخاطرة والصمود والتضحية والإنقاذ.. فإن مقاتلي إيبولا هم شخصية عام 2014».
يُذكر أن المجلة أعلنت فوز رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، بلقب «شخصية العام» وفقًا لاستطلاع القراء الذي نظمته المجلة منذ شهر.