السفير الروسى: مسؤولية دخول القمح الفاسد تقع على عاتق الجهات المصرية

الأربعاء 20-05-2009 00:00

قال السفير الروسى بالقاهرة ميخائيل بجدانوف، إنه لايمكن «تسييس» قضية شحنة القمح الفاسد التى استوردتها مصر من بلاده، موضحا وجود أكثر من اتفاق بين الحكومتين المصرية والروسية، فضلا عن آلية للتعاون مع وزارتى الزراعة والتجارة المصريتين، مشيرا إلى أن كل التوريدات فى المجال الزراعى تخضع للتفتيش قبل دخولها أسواق كلا الجانبين.

وأضاف بجدانوف فى حديث لـ«المصرى اليوم» أنه فى حالة دخول تلك المنتجات - إذا كانت فاسدة - الأسواق المصرية، فإن المسؤولية هنا تقع على عاتق الجهات المختصة بمصر، مشيرا إلى أن موسكو تورد للقاهرة حاليا 25 % من احتياجات السوق المصرية الداخلية من القمح، وأنه فى الفترة بين يوليو 2008 حتى 31 مارس من العام الجارى قامت الشركات الروسية بتوريد 3.7 مليون طن إلى مصر.

وإلى نص الحوار..

■ هناك ضجة واستياء كبيران حول استيراد مصر شحنة قمح روسى.. فما تعليقكم؟

-بالطبع نحن نتابع الأخبار، ونندهش لأنه ليس ممكنا أن نسيّس الموضوع، ففى الواقع هناك أكثر من اتفاق بين حكومتى البلدين، وتوجد آلية للتعاون المثمر والفعال، ونحن سعداء بالتعامل مع وزارتى الزراعة والتجارة المصريتين والجهات الرسمية المختصة، وأعتقد أن هناك تفهما وتعاملا جديا فى هذه المجالات، لأن الوضع فى التوريدات والصادرات ذو حدين بمعنى أننا نستورد المنتجات الزراعية المصرية مثل البصل والفواكه بكميات كبيرة لان السوق الروسية ضخمة مثل السوق المصرية،

وفى المقابل نقوم بتصدير القمح بكميات كبيرة إلى مصر، وهناك مصلحة من هذا التبادل لكلا الطرفين، والمؤكد أن الجميع على المستويات المسؤولة بين الجانبين يهتمون جدا بجودة المنتجات، ففى هذا المجال هناك آلية للمراقبة والتفتيش حاسمة جدا، وكل التوريدات المتبادلة فى المجال الزراعى تخضع للتفتيش من كلا الجانبين، فلدينا موانئ على البحر الأسود تجرى فيها عمليات التفتيش،

فإذا وافقت الجهات المصرية على دخول شحنة ما، فهذا يعنى أنها مرت بالتفتيش والمراقبة من قبل الخبراء والمتخصصين فى خبراء جودة المنتجات سواء كانت قمحا أو غيره.

وهذا يعنى أنه قبل نقل المنتجات من روسيا إلى مصر لابد أن تعمل الجهات المسؤولة عن جودتها سواء على الشواطئ الروسية أو الشواطئ المصرية، وهذا يعنى أنه إذا كانت جودة المنتجات أو التوريدات ليست على المستوى المطلوب، فإن الجهات المختصة بالتفتيش هى التى تحدد ذلك، وربما لظروف النقل والشحن أحيانا يحدث تلف لبعض التوريدات، وبعد التفتيش يفترض انها ترجع من حيث أتت إذا كانت غير صالحة.

مجمل كلامى أن الشركات الروسية المورّدة لم توزع هذا القمح بين المواطنين المصريين فى الداخل، فهذه مسؤولية الجهات المختصة على الأراضى المصرية وليس الروسية.

■ ما هى مواصفات القمح الروسى وما حجم الكميات التى استوردتها مصر خلال الفترة الماضية؟

-القمح الروسى ممتاز وذو جودة عالية، ونحن نصدر كميات ضخمة منه إلى البلدان الأجنبية الكبرى، بالإضافة إلى مصر، مثلا فى العام الماضى نحن قمنا بتصدير 14.7 مليون طن إلى السوق العالمية، ونورد إلى مصر حاليا 25 % من احتياجات السوق المصرية الداخلية، وخلال الفترة من يوليو 2008 حتى 31 مارس هذا العام قامت الشركات الروسية بتوريد 3.7 مليون طن إلى مصر، فلدينا اتفاقيات ليس فقط على المستوى الحكومى ولكن أيضا بين الجهات المختصة والمسؤولة فى مجال التفتيش،

أقصد أن هناك آلية فعالة للتفتيش ومنع دخول أشياء فاسدة إلى الأسواق الداخلية فى روسيا ومصر، فإذا حدث شىء فالمفروض أن نناقش بشكل مسؤول ونوجه هذه الأسئلة إلى الجهات المختصة، فإذا دخلت مثلا فواكه مصرية فاسدة إلى روسيا فنحن لا نقول إن مصر صدرت إلينا هذا، بل نقول إن الجهات المسؤولة الروسية لم تكن على مستوى التفتيش الجيد.

■ هل على أجندة اللجنة الاقتصادية الحكومية من كلا الجانبين بحث هذا الموضوع؟

-التعاون بين الجهات المختصة من كلا الطرفين موجود منذ سنوات، ويتسم بالنجاح، لأن مصلحة البلدين والشعبين مشتركة، واللجان بين الجانبين ستناقش القضايا كافة فى المجال التجارى والصناعى والمشاريع المشتركة مثل تعزيز التعاون فى مجال الطاقة والنفط والغاز والمنتجات الزراعية.

■ ماذا عن مجال التعاون النووى بين مصر وروسيا؟

-أنتم تعرفون أنه أثناء زيارة الرئيس مبارك الأخيرة لموسكو، تم توقيع اتفاق التعاون بين البلدين لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، ونحن نعتقد أن هذه الوثيقة تشكل القاعدة المتينة والسليمة للتعاون فى هذا المجال،

وهذا التعاون ليس فقط فى مجال إنشاء المحطة النووية بل أيضا على مستوى تبادل الخبراء والفنيين والكفاءات العلمية والطبية، فعلينا أن نحول هذه الاتفاقية إلى أشياء محددة وملموسة، ومستعدون للمشاركة فى أى مشروع لأن روسيا لديها خبرة كبيرة فى هذا المجال ونتعاون بشكل فعال مع أكثر من دولة ومنها الصين والهند وإيران.

■ ماذا عن التعاون المصرى الروسى لدفع عملية السلام فى المنطقة؟

-لدينا تبادل جيد للأفكار، ونحن نقدر تقديرا عاليا مواقف مصر البناءة لجميع القضايا المطروحة فى الشرق الأوسط والمبادرة المصرية لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ونسعى لتطبيقها على أرض الواقع،

وفيما يخص عملية السلام والتسوية فى الشرق الأوسط أعتقد أن الموا قف المصرية والروسية متشابهة على جميع الأمور المطروحة، ونركز على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة فى أسرع وقت ممكن، وأن تعيش الدولتان بشكل مستقر.

■ كيف ترى اختيار الرئيس الأمريكى باراك أوباما مصر لإلقاء خطابه الموجه للعالمين العربى والإسلامى؟

-المفروض توجيه هذا السؤال إلى الإدارة الأمريكية، ونحن نعلم مدى المكانة المتميزة لمصر والقاهرة فى التاريخ العربى والإسلامى، ولذلك هذا الاختيار فى رأيى الشخصى منطقى لإلقاء كلمة للرئيس الأمريكى الجديد الذى يحترم الإسلام.