الموت «33»
■ بموت المرء وتغسيله وتكفينه يضع المسلمون جثمانه على حامل خشبى «خشبة».. أما الإخوة المسيحيون فيضعون الجثمان داخل تابوت، وعبر العقود الأخيرة تغير شكل الحمالات الخشبية فقد كانت مكشوفة بلا غطاء، ويوضع الجثمان مكفنا ثم يغطى بقماش أو ما شابه، وتحمل على الأكتاف إلى المقابر، ثم أصبحت نعوشا بغطاء كما فى الوضع الحالى!!
■ فى فلسطين والأردن وغيرهما مازالوا يستخدمون الحمالات الخشبية.. فى منتصف السبعينيات عملت بإحدى كبرى شركات المقاولات بالأردن لإنشاء مركز الإصلاح والتأهيل الأردنى، وكان صاحب الشركة مليونيرا هو السيد/ زياد منجو، وكانت شقيقته السيدة/ هند منجو، زوجة الشريف ناصر، خال الملك حسين.. كان بعمان سوق تسمى «سوق منجو»، وكان والد زياد رجلا واسع الثراء، وقيل إنه كان يقرض الملك عبدالله الأول لزوم رواتب الجيش العربى وخلافه!، وأوصى الرجل عندما توافيه المنية أن يضعوا جثمانه على الحامل الخشبى، ويخرجوا من الكفن يده اليمنى ليعرف العامة أنه رغم ثرائه غادر وليس معه فلس واحد!.. كانت جنازة ضخمة ونفذوا وصيته، واكتشفوا بعد وفاته أنه كان يوزع شهريا رواتب على مئات الأسر سرا بدون إعلان!!
■ يكفن المسيحيون موتاهم ويضعونهم فى توابيت الدفن ثم يوضع الجثمان بالتابوت داخل المقبرة.. أما فى المذهب الأرثوذكسى فرجال الدين يدفنون بزيهم الكهنوتى.. أما الإنجيليون فيكفنون الكل مثل عامة الناس.. وقد أخبرنى أحد الآباء الإنجيليين بأن القس الدكتور صمويل حبيب، رئيس الطائفة الإنجيلية، توفى عام 1997 أثناء رحلة رعوية للولايات المتحدة الأمريكية، وقام أبناء الجالية هناك بوضعه فى «تابوت من العاج» وعاد إلى مصر حيث دفن!!
■ عندما تزدحم المقبرة بالتوابيت يتم تفريغها من الهياكل العظمية فى مكان بالمقبرة يسمى «العضامة» وبذلك تتسع المقبرة لمزيد من التوابيت.. وللحديث بقية.