رأى خليل العناني، أستاذ في دراسات الشرق الأوسط في كلية «جونز هوبكنز» للدراسات الدولية المتقدمة في الولايات المتحدة، أن تنظيم «داعش» دخل مصر بشكل رسمي، وذلك بعد إعلان جماعة «أنصار بيت المقدس»، في 10 نوفمبر الماضي، بالولاء له ولزعيمه أبوبكر البغدادي.
وقال العناني، في مقال بمجلة «فورين آفيرز»، الأمريكية، نُشر الجمعة، إن «بيت المقدس»، التي تكوَنت بعد ثورة 25 يناير 2011، استطاعت أن تجعل من نفسها لاعب هام على خريطة الإرهاب، حيث شنت، في الأشهر الأخيرة، هجمات دموية على قوات الشرطة المصرية، كما أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات الانتحارية على منشآت عسكرية في القاهرة، وشبه جزيرة سيناء.
واعتبر العناني، كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط، والباحث في جامعة «دورهام» البريطانية، أن إعلان انضمام الجماعة المصرية لـ«داعش» ليس مفاجئاً، موضحاً أنه جاء بعد أسابيع قليلة من إعلان حالة الطوارئ في سيناء، وشن الجيش المصري هجوماً عليها، وإخلاء الشريط الحدودي في رفح.
وأكد العناني أن «أنصار بيت المقدس» و«داعش» هما شريكان طبيعيان، حيث أنهما لا يشتركان فقط في الأيديولوجية الراديكالية، ولكن في التكتيكات الوحشية أيضاً.
وتابع: «لكن قرار الانضمام لداعش يبرز نهاية النزاع المرير داخل الحركة المتشددة حول الولاء للتنظيم العالمي من عدمه».
ومن جانبها، رأت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، الأمريكية، أن «أنصار بيت المقدس» أخطأت في الانضمام لداعش، قائلة إن هذا الانضمام سيخدم أهداف الأخير، فيما سيقوض الجماعة المتمركزة في سيناء.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الجمعة، إن إعلان الجماعة المصرية مسؤوليتها عن قتل عامل النفط الأمريكي، ويليام هندرسون، واغتيال عدة مسؤولين أمنيين مصريين، يؤكد المخاوف من أنها تستعد لتوسيع عملياتها.
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم إن «انضمام بيت المقدس لداعش يفسد هدف الجماعة الأساسي وهو تسخير غضب شباب مصر الإسلاميين الساخطين من الحكومة».
وأكدت الصحيفة أن داعش هو أكبر المستفيدين من هذا الاندماج، مرجعة ذلك إلى أنه سيؤدي إلى ظهور التنظيم بشكل قوي في مختلف أنحاء المنطقة، وذلك على الرغم من تقويض ضربات الائتلاف الدولي لتقدمه في سوريا والعراق.