في جنوب إفريقيا، يلجأ بعض المعدمين المحبطين، الذين لا مأوى لهم بعد انتظار سنوات من أجل الحصول على مساكن مجانية، وقطع أراضٍ من الحكومة إلى الاستيلاء على الأراضي العامة من أجل بناء منازل مؤقتة تؤويهم.
وقال إياندا كوتا، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان: «عندما يلجأ الناس إلى الاستيلاء على الأراضي، تنظر الحكومة لهم باعتبارهم خارجين على القانون».
لكن كوتا، وهو أيضا عضو في حركة «العاطلين عن العمل»، اعتبر أن «الحكومة هي التي تدفعهم للقيام بذلك».
ونوفمبر، استخدمت قوات الشرطة في العاصمة، بريتوريا، الرصاص المطاطي لتفريق بعض الأشخاص بنوا أكواخا مؤقتة على مساحة من الأراضي العامة، استولوا عليها كانت مخصصة لبناء مساكن منخفضة التكلفة.
غير أن «كوتا» ليس لديه اعتراض على الأشخاص الذين يأخذون الأراضي العامة، مشيرا إلى أن مثل هذه التحركات تعكس أيضا دلالات سياسية.
وقال إن الأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا، الذين يعيش معظمهم في حالة من الفقر، كانوا يعطون أصواتهم لصالح نواب حزب «المؤتمر الوطني الإفريقي» الحاكم، في كل انتخابات، أملا أن تعمل الحكومة في لصالحهم، وأشار كوتا إلى أن بعض الذين يستولون على أراضٍ لبناء أكواخ عليها يفتقرون إلى المرافق الصحية الكافية.
وارتأى الناشط الحقوقي أن «حقيقة وجود أشخاص يقررون الاستيلاء على قطع أراض، ويعيشون عليها بدون مرافق صرف الصحي تظهر مدى يأسهم وإحباطهم».
وفي الوقت نفسه، أدانت اللجنة البرلمانية لتنمية الريف والإصلاح الزراعي محاولة الاستيلاء على الأراضي من جانب بعض المواطنين المحبطين.
وقالت رئيسة اللجنة، فومزيلى نجوينيا مابيلا، في بيان، إن الاستيلاء غير المشروع على أراض تابعة لأطراف أخرى «غير دستوري» و«مؤسف».
وأضافت أن «اللجنة تنظر إلى الأعمال التي يزعم أنها ارتكبت على أيدي أعضاء من حزب (المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية) باعتبارها أمر خطير».
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من أحد مسؤولي حزب «المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية»، بشأن ما ذكرته المسؤولة.
وأشارت إلى أن لجنتها تؤمن بالبرامج الحكومية الرامية إلى معالجة «التوزيع» لملكية الأرض، داعية المواطنين إلى التحلي بالصبر على برامج توزيع الأراضي الحكومية.
واختتمت المسؤولة بالقول: «اللجنة تشجع الناس على استخدام الإجراءات القانونية والمتاحة، للحصول على الأراضي، سواء كان ذلك لبناء للوحدات السكنية أو لأغراض زراعية، ولا يمكننا أن نترك بلدنا تتدمر ذاتيا بسب قضية حرجة مثل الأراضي».