أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اهتمام المسيحية بالمحبة والقرابة الإنسانية والرحمة، مبينًا اهتمام المسيحية بالتنوع بين الجميع وبالحوار المتبادل دائما، وبمراعاة مفاهيم ومعتقدات الآخرين والعيش بالسلام معهم.
وقال البابا، في كلمته بمؤتمر «الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف»، الأربعاء، «عشنا في كنائسنا بمصر الحبيبة بصورة وطنية، بعيدا عن أي سلطة زمنية أو مكانية، ونصلي من أجل جميع البشر، لجيراننا والجيش والجنود والرئيس وكل العاملين والمرضى والأرامل والأيتام والفلاحين».
وأشار إلى الوحدة الوطنية بين المصريين منذ زمن بعيد، فكان الشعار «عاش الهلال والصليب»، كما عاش المسلمون مع المسيحيين في وطن واحد واشتركوا جميعا في إنجاز حرب أكتوبر المجيدة، منوها باللواءات المسيحيين الذين استشهدوا فيها دفاعا عن مصر مع إخوانهم المسلمين.
وأضاف: «مع فترة الربيع العربي بمصر ودول أخرى، تعرضت البلاد لأحوال لم تشهدها من قبل، ثم توحد الجميع».
وتابع: «مصر وطن فريد ووحيد يملك شكلا مربعا متميزا في العالم في لوحة بديعة رسمها الخالق العظيم، وبها نهر النيل رمز النماء ليكون في مصر ارتباطا بين النهر رمز الاعتدال والوسطية كونه وسط البلاد والأرض، ويرفض الجميع الإرهاب ويشجع الحوار والبناء».
وطالب البابا باتخاذ الإجراءات الجديدة لمواجهة الإرهاب وتعزيز التعايش بين الجميع، مشيدا بالأزهر الشريف ومشروع بيت العائلة الذي يجمع الأزهر والكنيسة في فكر واحد، مؤكدا الحاجة لخطاب ديني على مستوى الكنيسة والجامع للمشاركة الفعالة في المجتمع وإلى تعديل المناهج التعليمية وإعداد ندوات مشتركة لكبار الأدباء والمفكرين من الجانبين، لتعظيم قيم العيش المشترك وبرامج شبابية مشتركة توحد المصرين جميعا.