الموت «29»
■ يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «لا يتمن أحدكم الموت، ولا يدع به قبل أن يأتيه»، ومع ذلك فقد سمعت خلال العامين الأخيرين من يسألون الله الموت لعجزهم عن مواجهة متطلبات الحياة.. فمنهم عزيز قوم ذل، ومنهم من يعانى من مرض عضال، ومنهم من ُظلم ولم يجد لنصرته سبيلا... إلخ!!
■ إذا تمعنا فى أوضاعنا بصدق لخلصنا إلى أن إيمان معظمنا بلسانه بعيدا عن قلبه!.. أن ضعف الإيمان يفقد المرء الصبر والرضا، ويزين لآخرين اقتراف المعاصى والآثام، ويشعرهم فيها بلذة!!
■ لقد تقلصت الضحكات والابتسامات التى تميزنا بها عن باقى الشعوب العربية.. تباعدت المسافات بين الأقارب.. دب اليأس فى قلوب كثير من شبابنا، فسنوات عمره تطير ولا يجد قدرة على الزواج.. حتى الفتيات أيا كان مقدار جمالهن، ورقى تعليمهن، ومستوى عائلاتهن فالسنوات تمر بدون ارتباط، ويتضاءل عند بعضهن الأمل فى بناء أسرة، والشعور بحلاوة الأمومة، وروعة السكينة مع زوج يحميها!!
■ تحمل لنا الأخبار يوميا أنباء عن فقد أحباء نتيجة إرهاب فقد العقل والمنطق.. يظن أنه يحسن صنعا وينصر الدين بقتل هؤلاء الأبرياء، فلا نجد إلا دموعا تنساب بحورا حزنا على فراق الأحباء، ولا يصبرنا سوى أنهم شهداء، وللأسف لا نجد حملة شاملة لتوضيح صحيح الإسلام، ومناقشة فكر هؤلاء الإرهابيين علنا.. أما عن إعلامنا خصوصا المرئى فحدث ولا حرج!!
■ لقد انحرفنا عن منهج الله ووصايا رسوله، وتناسينا قوله فى سورة الشورى 30 (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم... ) وفى سورة النحل 112 (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).. وللحديث بقية.