أثارت التصريحات التى أدلى بها رئيس نادى الزمالك، لأحد البرامج الفضائية على قناة (MBC مصر 2)، حالة من الاستياء الشديد لدى الوسط الإعلامى وجموع صحفيى مصر، بعد أن هاجم فيها الجماعة الصحفية وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين، فضلاً عن تأكيده أنه تراجع عن الهجوم على مبنى جريدة «المصرى اليوم» واحتلاله بعدد من أنصاره يقتربون من 10 آلاف شخص، بناء على طلب من وزير الداخلية ووزير الشباب والرياضة، بسبب الظروف الأمنية التى تمر بها مصر.
وكان رئيس النادى قد هدد، خلال مداخلته على القناة، عددا من الصحفيين وجمال فهمى، وكيل النقابة، بشكل يسىء إلى حرية الصحافة ويقضى على فكرة دولة المؤسسات من جانب رئيس الأبيض الذى لا يجد من يردعه، وقال الصحفيون إن تصريحات رئيس النادى يجب أن تتم محاسبته عليها، بوصف «المصرى اليوم» ينطبق عليها القانون العسكرى كمنشأة عامة لا يجوز اقتحامها أو أعمال التخريب بها، كما وصف مجلس نقابة الصحفيين ما ردده مرتضى بـ«عودة لعصر الإرهاب الإخوانى».
وسخر الصحفيون مما ردده رئيس النادى عن تجمع 10 آلاف شخص لديه للهجوم على مبنى مؤسسة «المصرى اليوم»، رغم أن من تجمعوا له فى اليوم الذى حدده بضعة أشخاص من موظفى النادى، وانصاعوا له، بعد أن هددهم بخصم 10 أيام من رواتبهم الشهرية.
وقال كارم محمود، سكرتير عام نقابة الصحفيين، إن ما قاله رئيس الزمالك يتطلب ردا رسميا وعاجلا من وزيرى الداخلية والشباب، اللذين ذكرهما رئيس الزمالك فى حديثه، خاصة أن الكلام يُحملهما مسؤولية كبيرة عن الصمت عن تلك الواقعة، داعياً إياهما إلى توضيح ما إذا كان هذا الشخص المذكور قد هدد بالفعل باحتلال جريدة رسمية مصرية أم لا.
وأضاف كارم، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن مثل تلك التصرفات تعيدنا لعهد الإخوان الذين تحالفوا مع حازم صلاح أبوإسماعيل على إرهاب الإعلام، حيث حاصروا مقار بعض المؤسسات الإعلامية كمدينة الإنتاج الإعلامى وجريدة الوفد، لتهديد من بهما من الصحفيين والإعلاميين.
وتابع أن تصريحات رئيس الزمالك تهدف لهدم دولة القانون واللجوء لحروب العصابات التى تقوم على الترهيب والتخويف، ردا على ما تنشره الجريدة فى حقه، مضيفاً: «ننتظر الرد العاجل من وزير الداخلية».
وأوضح أن مجلس النقابة سيقوم بدراسة عاجلة لتلك التصريحات، تمهيدا للرد عليها قانونياً. فى سياق موازٍ، قال ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، ردا على ما قاله رئيس النادى، فى مداخلته بشأن إلغاء عضويات الـ1200 صحفى، إن نادى الزمالك كأى نادٍ مصرى آخر يخضع للقانون، وإن الصحفيين يخضعون أيضا للقانون.
وأضاف رشوان أن النقابة ستلجأ للإجراءات القانونية للحفاظ على حقوق أعضائها بعضوية نادى الزمالك، خاصة بعد حصول الأغلبية على بطاقة العضوية ودفع الاشتراكات.
وأشار رشوان إلى أن الحكم فى النهاية سيكون للإجراءات القانونية وللهيئات المختصة، مطالبا أعضاء النقابة ممن أخطروا من قِبَل إدارة نادى الزمالك بالاعتذار عن عدم قبول عضويتهم، بتقديم كل ما لديهم من مستندات تثبت هذه المخالفة القانونية لاتخاذ النقابة الإجراءات القانونية.
وبدوره، نفى وزير الشباب والرياضة ما ردده رئيس الزمالك حول أنه طلب منه التراجع عن الهجوم على مبنى «المصرى اليوم»، وقال الوزير، فى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»، إنه لم يطلب من رئيس النادى الأبيض سوى إزالة اللافتات المسيئة للصحفيين من داخل مقر النادى، وفى اليوم التالى اجتمع به فى مكتبه مرة أخرى، ولكن لم يتم فتح ملف أزمته مع الصحفيين من قريب أو بعيد، ودار الحديث حول الدعم الذى يطلبه من الوزارة من أجل إنشاء حمام السباحة بالنادى. وأشار الوزير إلى أنه شكّل لجنة مختصة من مسؤولى الوزارة من أجل البحث فى مدى قانونية شطب عضويات الصحفيين التى هدد بها رئيس الزمالك.