هتافات «رابعة» و«فلسطين» في ختام أعمال المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش

كتب: وائل علي الإثنين 01-12-2014 16:41

اختتمت السبت أعمال الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، الذي عقد على مدار 3 أيام بمدينة مراكش تحت رعاية العاهل المغربى محمد السادس، وسط أجواء احتفالية بمشاركة نحو 6 آلاف مشارك من 100 دولة يمثلون شخصيات ورموزا حكومية وحقوقية عربية ودولية.

وشهدت جلسة الختام قيام عدد المحسوبين على التيارات الإسلامية بالمغرب بالهتاف في أكثر من مرة خلال مداخلات المتحدثين الرئيسيين: «رابعة العدوية.. حقوقية حقوقية» في إشارة إلى فض اعتصامى رابعة والنهضة خلال العام الماضي، في حين ردد آخرون هتافات دعمًا لقيام الدولة الفلسطينية وتنديدًا بالمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

وألهبت كلمة التونسية بسمة بلعيد، زوجة شكرى بلعيد، السياسي والمحامي التونسي، القاعة والتي شهدت تصفيقًا حادًا تحية لها ولزوجها الراحل شهيد الحرية وردد الحضور الأبيات الأولى من قصيدة أبوالقاسم الشابي «إذا الشعـب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر» والتي كانت أيقونة وشعار الثورة التونسية ونواة ثورات الربيع العربى، وبدأت كلمتها عن تاريخ زوجها ومواقفه النضالية على مدار سنوات وحتى وقت رحيله واغتياله على يد قوى الإرهاب الظلامية.

وقالت: «أنشأت مؤسسة باسم زوجي تخليدًا لذكراه وتأكيدًا على أنه يمكننا أن نرد على العنف بالكلمة والفكرة وقطعًا يومًا ما سوف ننتصر»، مضيفة: «لماذا العنف، لماذا الإرهاب في المنطقة؟»، مؤكدة أن ما سمته «القوى الظلامية» تريد ضرب أسس الدولة الحديثة في منطقتنا، فضلاً عن أنها تريد أن تغرق المنطقة في بركان من حمامات الدم.

وتابعت «بسمة»: «قدمنا الكثير من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان في المنطقة، وهناك أسماء عديدة كان لها الفضل، وعلينا البناء على ما قاموا به، وما دمنا نرى الفقر والجهل ونرى أبواب السجون مفتوحة لمن يعبر عن رأيه لن تتوقف مقاومتنا ولن تتوقف مطالبنا حتى لو تطلب الأمر أن تكون حياتنا مقابلا لذلك».

وتحدث ميشيل توبيانا، رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، عن ثورات الربيع العربي وما أحدثته من تغييرات في المنطقة، مشيرًا إلى أنها تركت حصيلة متضاربة بين البلدان التي شهدت فيها تلك الثورات.

ووصف «توبيانا» الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بـ«السرطان» الذي مازال متجذرًا، منتقدًا غياب العدل وحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني في إقامة دولة عادلة، مشددًا على أنه لا يمكن السكوت على هذا العار، واشتعلت القاعة بالهتاف«بالروح بالدم نفديك يا فلسطين».

وأكدت نصيرة ديتور، رئيسة مؤسسة «sos» الجزائرية، أنه رغم ثورات الربيع العربى إلا أنه مازالت ظاهرة الاختطاف القسري في عدد من البلدان ومنها الجزائر والمغرب مستمرة، مشيرة أن يوما ما ستتم محاكمة كل من مارس الانتهاكات، قائلة: «يوما ما سوف نحاكم هؤلاء على جرائمهم بحق الشعوب التي ناضلت وطالبت بالحرية والديمقراطية».

وأكد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في التعليم، كشى أوكين، أن حقوق الإنسان قضية كونية، وأن التعليم يشكل الركيزة الأساسية في ترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان في المؤسسات التعليمية للأطفال، وهاجم الحكومات التي بدأت ترفع دعمها عن التعليم في بلدان العالم، محذرًا من خطورة ذلك في وقت تعاني بعض الدول من الأمية، والتي اعتبرها أحد أسباب انتشار الفقر والعنف في العالم.

يذكر أن المنتدى عقد على مدار 3 أيام، وعقد نحو 100 فعالية وورشة عمل وندوة، بحضور شخصيات يمثلون رؤساء دول وحكومات سابقين، فضلاً عن شخصيات ورموز حقوقية دولية، بهدف فتح حوار عالمي بين الحكومات والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمجتمع المدني تلبية لتطلعات الشعوب في احترام كرامتها وتحقيق المساواة والعدالة.

كانت الدورة الأولى للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان استضافتها البرازيل العام الماضى، بعد مرور عشرين سنة على انعقاد مؤتمر فيينا العالمي لحقوق الإنسان عام 1993.