ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن الجماعات الحقوقية تدين إسقاط تهم القتل ضد الرئيس السابق حسني مبارك لتورطه في قتل المتظاهرين خلال الانتفاضة عام 2011، حيث قالت إن الحكم «أزال أحد أكبر إنجازات الربيع العربي».
ورأت الصحيفة، في تقريرها الاثنين بقلم مراسلها بالقاهرة تامر الغباشي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية في السنوات الأخيرة من نظام مبارك، حاول أن ينأى بنفسه عن حكم المحكمة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس منظمة الشفافية الدولية ومقرها برلين، خوسيه أوجاز، قوله إن الحكم يعتبر انقلاب على أهم نتائج الربيع العربي وهي عقد الزعماء للمساءلة بتهمة خيانة ثقة مواطنيهم، مضيفة أن تبرئة مبارك وأبنائه من اتهامات بالفساد يرسل رسالة مفادها أن القادة يمكنهم الإفلات من العقاب.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات السيسي بأنه من غير المناسب، بالنسبة له، التعليق على قرار المحكمة لأن الدستور يكرس استقلال القضاء.
واعتبرت الصحيفة أن قرار السيسي ببدء عملية تعويضات أهالي الضحايا خلال انتفاضة يناير تعد «علامة على أنه على بينة من رد فعل الجمهور المحتمل ضد الحكم».
وأكدت الصحيفة أن تبرئة مبارك ونجليه من تهم الفساد أرسلت موجات من الغضب عبر شرائح المجتمع المدني في مصر، مضيفة أن رد الفعل كان خافتا في بقية أنحاء البلاد، وهذا ما اعتبرته الصحيفة انعكاسا للتغييرات السياسية منذ انتفاضة عام 2011.
وتابعت الصحيفة: «يظل السيسي شعبيا، على الرغم من إدخاله قوانين صارمة تجرم الاحتجاجات وإحياء سياسات قديمة رسخها مبارك خلال فترة حكمه، وهو يدل على أن رغبة الجمهور للإصلاح الديمقراطي قد تضاءلت تحت ضغط الاقتصاد المضطرب والوضع الأمني غير المستقر»