اختتمت القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز أعمالها بعد ظهر أمس، بمدينة شرم الشيخ، حيث ألقى الرئيس حسنى مبارك كلمة أمام الجلسة الختامية للقمة، أكد فيها أن مصر ستباشر مهامها ومسؤولياتها خلال رئاستها للحركة بإخلاص وتجرد، وستنحاز دوماً لمبادئ الحركة ومواقفها وأهدافها.
وقال مبارك: «جاءت الوثيقة الختامية للقمة لتعكس مواقفنا المشتركة من معطيات الوضع الدولى الراهن بأزماته وتحدياته، وبرغم تعدد ما تطرقت إليه هذه الوثيقة المهمة من موضوعات وقضايا فإننى أرحب ترحيباً خاصاً بما تضمنته حول الأزمة الراهنة للاقتصاد العالمى، وبما أكدته من مسؤولية الدول المتقدمة فى دعم جهودنا لتجاوز تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية على دولنا وشعوبنا.
وتحظى فعاليات قمة شرم الشيخ، التى بدأت مراحلها التحضيرية منذ السبت الماضى، بأكبر مشاركة من نوعها، تقديرا للدور القيادى للرئيس مبارك ومصر فى مسيرة الحركة، وفى جهود تطوير أهدافها وهياكلها وآليات عملها بما يتناسب مع متغيرات وتحديات العصر سياسيا واقتصاديا وبيئيا، حيث شارك فى أعمال القمة قادة الدول الأعضاء فى الحركة البالغ عددها 118 دولة أو ممثلوهم، جنباً إلى جنب مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التى تتمتع بصفة مراقب فى الحركة، إضافة إلى العشرات من الدول والمنظمات التى تم توجيه الدعوة اليها للحضور بصفة ضيف.
وانتهت فعاليات القمة بإصدار عدة وثائق، أهمها «الوثيقة الختامية، إعلان شرم الشيخ، خطة عمل شرم الشيخ، إعلان حول الحصار الاقتصادى والتجارى والمالى الأمريكى المفروض على كوبا، إعلان حول الاحتفال باليوم العالمى للزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا، وأخيراً إعلان حول فلسطين».
وأكد يوسف بن علوى، وزير الشؤون الخارجية بسلطنة عمان، أن الحدث الأبرز فى قمة حركة عدم الانحياز المنعقدة حاليا بشرم الشيخ هو تولى مصر رئاستها خلال السنوات الثلاث المقبلة نظرا للدور الذى تقوم به مصر باعتبارها دولة مؤسسة وداعمة للحركة، بالاضافة الى الجهود الكبرى التى يذكرها التاريخ لمصر فى إطار الحركة.
وقال بن علوى، فى تصريحات صحفية أمس على هامش أعمال القمة: «إن الكلمات التى أالقاها المشاركون فى القمة تشير الى أهمية قيام الحركة بدور حقيقى فى عالم اليوم الذى يلعب فيه النشاط الاقتصادى والتنمية دورا مهما».
وأكد ضرورة إعادة تنظيم الحركة لصفوفها خلال السنوات المقبلة والاستفادة من رئاسة مصر، وذلك من أجل الدفاع عن حقوق الدول الأعضاء التى تمثل أيضا أغلبية الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وقال: «إن الحركة التى كانت تدافع فى بداية تأسيسها عن استقلال الدول التى كانت تقع تحت الاستعمار مدعوة اليوم إلى الدفاع عن مصالح دول العالم الثالث من خلال التركيز على الاقتصاد والتنمية والتطور».
من جانبه أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات أن الشعب الفلسطينى يقدر الجهود التى يقوم بها الرئيس مبارك لدعم القضية الفلسطينية.
وقال: «إن إنتقال رئاسة قمة حركة عدم الانحياز إلى مصر يعد أمراً داعماً إضافياً للقضية الفلسطينية».
وأوضح عريقات، فى تصريح صحفى أمس على هامش أعمال القمة، أن الرئيس مبارك يحرص على عدم إغفال القضية الفلسطينية فى مختلف المحافل والتجمعات، وكان آخرها خلال مشاركته فى قمة الدول الثمانى الصناعية الكبرى، وكذلك فى كلمته أمام قمة شرم الشيخ.
وعلى هامش القمة استقبل الرئيس مبارك صباح أمس نظيره اليمنى على عبدالله صالح، الذى يرأس وفد بلاده، فى لقاء اقتصر على الزعيمين فقط، وبحثا خلاله عدداً من القضايا العربية والإقليمية والقضايا المدرجة على جدول أعمال القمة، وكذلك العلاقات الثنائية بين مصر واليمن.
كما استقبل مبارك رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج، الذى يرأس وفد بلاده فى القمة، فى لقاء بحثا خلاله عدداً من القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة، والقضايا الإقليمية والدولية، وكذلك استقبل كلا من رئيس جمهورية فيتنام نجوين مينه تريت، ورئيس البرلمان فى جمهورية كوريا الشمالية كيم يونج نام، اللذين يرأسان وفدى بلديهما فى القمة، حيث تناولت المقابلتان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية والقضايا المدرجة على جدول أعمال قمة عدم الانحياز.