هى أيام من تاريخ مصر لم يذكرها أحد.. مظلومة تلك الأجيال التى عاصرت هذه الفترة من تاريخ مصر.. لم يروا خيرا وهم فى ريعان شبابهم.. يتمسكون أحيانا بحركات تحرر فى أمريكا الجنوبية، ويتخذون من زعيم هناك مثلاً وقدوة لهم «شى جيفارا».. حتى إن الموسيقار سيد مكاوى يبدع ويغنى له أغنية باسمه!... تخيل أغنية عن جيفارا فى مصر!!.. وكأن مصر صارت بلا تاريخ وبلا ذاكرة.. أعوام 1969 و70 و71 كلها كانت ظلاما فى وجه الشباب.. يتمسك ببعض الفضائل الوطنية.. وببعض الكلمات التى يرى أنها قد تبعث الحياة فى مصر.. يتمسك بكلمات للمغنى محمد نوح «مدد مدد شدى حيلك يا بلد»... حفلات يحييها وسط طوفان من الشباب. ينفعل ويتجاوب مع كلماته.. كأنها مليونيات القرن القادم.. فى وسط الميادين وليست فى دار الأوبرا!.. ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة شهد مليونيات حزينة.. فى تشييع جثامين شهداء طيارين ضحوا بأنفسهم فى معارك الاستنزاف... وفى مقدمة المشيعين جمال عبدالناصر.. تلك مليونيات كانت كلها فى حب مصر.. وبعيداً عن الشعارات.. تقف القاهرة على أطراف أصابعها فى عز الظهر، وهى تودع شهداء لها.. أليست تلك كانت مقدمات لحرب العبور 73... وهى تستحق أن تذكر وتكتب ولو فى سطر فى تاريخ مصر!!
عميد ملاح بالمعاش/ محمد عبدالسميع عامر مراد