فى مشهد غريب تكسوه حالة من الحزن والشجن، ووجوه مكتئبة، وصوت القرآن يعلو المكان، ومئات من النساء تكسوهن ملابس السواد، بدأ أول أيام تصوير مسلسل «سلسال الدم» الجزء الثانى، فى «الحى الريفى»، بمدينة الإنتاج الإعلامى، فحالة الحزن هذه فى عزاء ابن «ناصرة»، الذى قتله حمدان فى الجزء الأول.
ولكن الأكثر غرابة أن حمدان وهارون العمدة، اللذين تسببا فى مقتل ابن «ناصرة»، كانا من أوائل المتقدمين للعزاء. «المصرى اليوم» تواجدت مع صناع وأبطال العمل، فى أول أيام تصوير المسلسل.
قال المخرج مصطفى الشال إن نجاح الجزء الأول هو الذى حمسهم على استكمال الجزء الثانى، وإن المؤلف مجدى صابر دائمًا ما يأتى بمواضيع تلمس حياة الناس، موضحًا أن أبطال وصناع العمل لم يعلنوا للناس أنه يوجد جزء ثان، فحدثت حالة من الغضب لدى المشاهدين، لأنه كيف يموت ابن «ناصرة»، وأمه لم تأخذ حقه. نجاح الجزء الأول أحدث حالة من الحماس والنشاط لديهم؛ مما جعل المؤلف الكبير مجدى صابر يكتب الجزء الثانى ويواصل أحداث العمل.
يقول المؤلف مجدى صابر إن الصراع فى المسلسل ممتد على مراحل زمنية كبيرة تصل إلى 30 سنة، ويناقش الخلافات على هذه المدة وصولًا لعصرنا الذى نعيشه، لافتًا إلى أن المسلسل يوجد به احتمال لجزء ثالث، ولكن المسألة مرهونة بالسياق العام للمسلسل، مضيفًا أن قضية الثأر مزمنة وتراث موجود منذ قديم الأزل، ولكن بالرغم من التغيير الزمنى الحادث فى مجتمعنا، فإن الصعيد مازال متمسكاً بهذه العادة، ومازال سلسال الدم متوارثاً، وأيضًا حبهم للسلاح وتجارة الآثار ما زالا من الموروثات التى لم تتغير، بالرغم أن كل شىء تغير.
قالت الفنانة راندا البحيرى: إن دورى أصبح أقوى، والمؤلف مجدى صابر قام بكتابة الجزء الثانى بشكل مثير وأكثر من رائع، ووقوفى أمام فنانة عملاقة بحجم عبلة كامل حمسنى وشجعنى على الجزء الثانى، مضيفة أن الفتاة الصعيدية «عاليا»، التى تقوم بدورها، من أصعب الشخصيات التى قدمتها فى حياتها الفنية، وأنها كانت تفكر فى رفض الدور، خوفًا من الشخصية، وأنها خضعت لتدريبات عديدة على اللهجة الصعيدية، لكى تجيدها، وحتى يصدقها المشاهد وتصل إلى قلبه وعقله.
ويقول الفنان أحمد سعيد عبدالغنى إن مساحة الدور كبيرة، والدور سيكون محورياً فى الجزء الثانى، مشيرًا إلى أن أحداث العمل مليئة بالتشويق والثأر والانتقام، والصراع سيكون قائماً بين «عائلة هارون وحمدان وإخلاص وعائلة ناصرة»، موضحًا أن حلقات المسلسل ستبدأ بمشهد العزاء لوفاة ابن ناصرة، وحضور هارون العمدة وابنه حمدان، وهو القاتل، ولكن الفنانة عبلة كامل سترد بالانتقام، مضيفًا أن المسلسل يكشف جانب الخير من جانب الشر، فإذا نظرنا إلى عائلة ناصرة وأولادها، فسنرى جانب الخير والطيبة والمسالمة، وهم النموذج الصحيح، وعائلة هارون النموذج الخطأ.
وقال الفنان والإعلامى كريم كوجاك إن الجزء الثانى مكتوب بإيقاع حقيقى وقوى وتشويقى من الحلقة الأولى، إلى آخر مشهد فى الحلقة الأخيرة، مشيرًا إلى أن دور المدرس «أحمد» يتصاعد، ويقوم بتغيير كامل فى كل مرحلة من مراحل العمل، ويزداد انغماساً فى المجتمع الذى يعيش فيه، ويتعرض بشكل كبير للظلم أكثر من الأول، مضيفًا أنه سوف يتعرض لنفس الظلم الذى يتعرض له كل أهل القرية من العمدة وأهل بيته، بل إلى حد كبير منغمس ومكوى بنار العمدة «هارون» وبأفعاله، والذى يقوم بدوره الفنان رياض الخولى، مشدداً على أن مشاهد عبلة كامل ورياض الخولى، ثنائية قوية، ودويتو فنى رائع، وأن المشاهد التى جمعته بهما كانت مباراة فنية كبيرة، (لأن فعلاً، الناس دى بتفنن وهى سايبة إيديها).
يقول هادى الجيار إنه كان يعلم بوجود جزء ثان من أحداث المسلسل، وإنه لم يتوقع نجاح الجزء الأول بالشكل الكبير، مشيرًا إلى أن دور يوسف الذى يقدمه سيكون مفاجئا ومغايرا لما قدمه، موضحًا أنه سيعود مع الفنانة عبلة كامل فى الجزء الثانى للانتقام، وذلك لأن جميع الناس تساءلت لماذا لا ينتقم يوسف لوفاة ابنه؟ لذلك سأعود للصفوانية من القاهرة لأواجه قتلة ابنى، مضيفًا أن مسلسل "سلسال الدم" سيحاول تقديم وطرح الكشف عن مدى خطورة الثأر، وأن المسلسل يطرح مقولة (الشر لا يدوم.. والخير سينتصر دومًا).