وزراء داخلية مبارك بين أمن مصر وأمان الرئيس وتأمين التوريث

كتب: صفاء صالح الجمعة 28-11-2014 20:09

مر مفهوم الأمن في عهد مبارك عبر ثلاث مراحل، ففى بداية حكمه كان الرجل يبحث عمن يطفئ نار الجماعات المتطرفة وتجارة المخدرات ويهدئ الشارع، ومنذ تسعينيات القرن الماضى أصبح همه الأكبر هو تأمين حكمه وعائلته، وتطور الأمر في بداية القرن الواحد والعشرين، وبعد بروز دور الابن الأصغر جمال مبارك، كانت تحركات الأمن تستهدف إسكات الأصوات المعارضة للتوريث، والعمل على انتقال السلطة بسلاسة إلى مبارك الابن، وأخيرا القضاء على الثورة المندلعة في ميادين التحرير في مختلف محافظات القاهرة. ولأداء هذه المهام التي تتصل في معظمها بأمن الأسرة الحاكمة، تخير مبارك ثمانية من كبار رجال الشرطة، تعاقبوا على كرسى الداخلية، الذي طالما كان صاحبه شريكا فاعلا داخل أروقة قصور الحكم في مصر منذ أن كان اسمه «قائد العسس» وحتى الآن.

عبدالحليم موسى.. بداية المراجعات الفكريةاللواء محمد عبد الحليم موسي

اللواء محمد عبدالحليم موسى كان وزير الداخلية المنوفى الثالث في قائمة وزراء مبارك، ولد موسى في قرية «أم خنان» بمركز قويسنا، ولقب بـ«شيخ العرب» بسبب جلساته العرفية المتعددة التي كان يقوم فيها بإنهاء الخصومات الثأرية بين عائلات الصعيد حين كان محافظا لأسيوط، معقل الجماعات الإسلامية وقتها.المزيد

اللواء النبوى إسماعيل، تولى حقيبة الداخلية في 26 أكتوبر 1977، عقب انتفاضة الخبز، خلفا للواء «السيد فهمى»، وكان إسماعيل وقتها مدير مكتب رئيس الوزراء اللواء ممدوح سالم. اختاره السادات ووضع فيه كل ثقته بعد أن اشتهر بالعمل المكتبى الذي حصره فيه سلفه «السيد فهمى». فكانت تحركات النبوى إسماعيل تتسم بصلافة ملحوظة وكأنه كان يسعى لإثبات قدرته على إدارة الداخلية. وزاد تمسك السادات به بعد نجاحه في التحاور مع أطراف أحداث الزاوية الحمراء.

كان النبوى دائما ينتقد بأنه رجل للمكاتب فقط ولا يصلح لإدارة الشارع وقد أثبت ذلك في عدة مواقف، فمن مكتبه خرجت نتائج الاستفتاء على السادات رئيسا للجمهورية لتصبح 99.9%.المزيد

محمود وجدي.. وزير استرضاء الميدان اللواء محمود وجدي، وزير الداخلية.

جاء اللواء محمود وجدى في وقت عصيب بالنسبة لمبارك. ففى 31 يناير 2011 قام مبارك بإقالة وزارة أحمد نظيف وتعيين وزارة جديدة برئاسة أحمد شفيق كان فيها محمود وجدى وزيرا للداخلية لمدة لا تزيد على شهر ونصف الشهر.المزيد

في عام 1984 تسلم اللواء أحمد رشدى وزارة الداخلية، وحظى برضا مبارك بعد إدارته لانتخابات شهدت اتفاقا لأول مرة بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين، حصلت بمقتضاه الجماعة على حصة من مقاعد البرلمان.. ومنذ توليه منصبه وحتى إقصائه منه عقب أحداث الأمن المركزى ظل رشدى وزير الداخلية الوحيد في تاريخ مصر المعاصر، الذي يتمتع بسمعة طيبة.

قبل خروجه للمعاش بثلاثة اشهر فقط اختار مبارك رشدى وزيرا للداخلية. وكان التكليف المعلن هو القضاء على انتشار المخدرات في البلاد. ونجح رشدى إلى حد كبير في تقليص انتشار تلك التجارة، حتى لقب بقاهر المخدرات. ونجح رشدى في فهم أسباب خلل الشرطة في أداء عملها في مواجهة تجارة المخدرات ووضع خطة للوصول إلى رؤوس تجارة المخدرات في مصر وشركائهم من الدبلوماسيين بسفارات بعض الدول الأجنبية.المزيد

حبيب العادلي.. «راسبوتين» قصر مبارك جلسة محاكمة حبيب العادلي

العادلي وزير الداخلية الأطول عمرًا والأكثر قربًا وحظوة بالثقة طوال فترة حكم مبارك.

مثل اختيار العادلى عودة من مبارك لوضع ثقته الكاملة في جهاز أمن الدولة «الأمن الوطنى حاليًا»، ففى نوفمبر 1997 صعد إلى مسرح الحكم الشخص الذي قدم الأمن حلاً وحيدًا لكل مشكلات مصر السياسية، والذى تغولت في فترة حكمه الانتهاكات التي مارسها جهاز الشرطة بحق المعارضين وغيرهم من المواطنين، كما سجلت المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والمهتمة بحقوق الإنسان. كما زادت في عهده الاضطرابات الطائفية مع تعدد حوادث قتل المسيحيين وتفجير الكنائس التي قادها رجال محسوبون على النظام، كما تسجل تحقيقات نيابات أمن الدولة، كحادث الكشح الذي تشهد التحقيقات الرسمية بمسؤولية رجل الحزب الوطنى المقرب من وزارة الداخلية «عبدالرحيم الغول» عنه.المزيد

حسن الألفي.. الابتعاد عن «أمن الدولة» اللواء حسن الالفي وزير الداخلية سنة 1993

وعلى عكس كل من سبقوه لم يأت اللواء حسن الألفى وزيرا لداخلية مصر عام 1993 من جهاز أمن الدولة، بل من مباحث الأموال العامة.

وكان السبب الرئيس وراء الإطاحة بحسن الألفى عام 1997 هو مذبحة الأقصر الإرهابية التي راح ضحيتها عشرات السائحين الأجانب. بينما يرجع البعض الإقالة إلى حادث سابق لحادث الأقصر المزيد

زكي بدر.. وحش المعارضة اللواء زكي بدر

على بعد عدة كيلومترات من بركة السبع بالمنوفية تقع قرية «منشأة عصام»، التابعة لمركز شبين الكوم، حيث ولد اللواء زكى بدر الموصوف بأنه «الأشرس» بين وزراء داخلية مصر، والذى تسلم عمله في مارس 1986، واشتهر بعنفه الشديد مع المعارضة وسبه المستمر لهم ومحاولة تشويه صورة قادتها بالفيديوهات والتسجيلات، ومع انتشار الإنترنت ذاع فيديو شهير له وهو يسب المعارضين بألفاظ مقذعة داخل إحدى جلسات مجلس الشعب التي كان من المفترض أن تشهد استجوابا له، فتحولت لجلسة تشهير بالمعارضين والطعن في أعراضهم، وأنهى وصلة سبابه بالدعاء بأن يحفظ الله رئيس الجمهورية.المزيد

أبوباشا.. صائد الإسلاميين اللواء أحمد رشدي

«حسن أبوباشا» كان وزيرا فعليا للداخلية، بدءا من 8 أكتوبر 1981، حين استقل الطائرة إلى مدينة أسيوط لإفشال محاولة الاستيلاء عليها من قبل «الجماعة الإسلامية» المسلحة التي استولت على المدينة وقتلت قرابة الـ110 أشخاص، من بينهم ضباط بجهاز الشرطة.المزيد