80 % من نساء مصر تعرضن للتحرش

كتب: محمد ماهر الثلاثاء 25-11-2014 21:57

أحتفل العالم، الثلاثاء، باليوم العالمى لمناهضة العنف ضد النساء، تحت شعار «حملة اتحدوا» بوصفه اليوم البرتقالى، بهدف رفع الوعى بشأن العنف ضد النساء والفتيات، وأعلنت الأمم المتحدة استمرار الاحتفال حتى يوم 10 ديسمبر المقبل بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان، فيما أظهرت دراسة حديثة للجامعة الأمريكية أن 80% على الأقل من النساء فى مصر تعرضن لتحرش لفظى داخل وخارج المناطق التى يقطن بها، إلا أن الغالبية العظمى منهن لم يبلغن عن تلك الحوادث لأنها «أمور لا تستحق العناء» وفقا لهـن.

وبالنظر إلى آخر إحصائية للأمم المتحدة حول العنف ضد النساء، تبين تعرض امرأة واحدة من كل ثلاث نساء للضرب من قبل الزوج مرة واحدة على الأقل، كما تتعرض واحدة من بين كل 3 نساء حول العالم إلى الاعتداء الجسدى أو الاعتداء الجنسى أو أشكال أخرى من الاعتداء، كما أن هناك 60 مليون أنثى حرمن من الحياة، بسبب عمليات الإجهاض الانتقائية للتخلص من الإناث فى المهد، كما يتعرض ملايين النساء إلى الاغتصاب سنويا وتعد الكونغو الديمقراطية من أكثر بلاد العالم تشهد اغتصاب جماعى ومنهجى.

وأشارت المنظمة الدولية للمرأة ‏ (‏يونيغم‏)‏ أن أشهر صور العنف الموجه ضد النساء فى أماكن مختلفة من العالم فى الوقت الحالى هى عمليات الختان، حيث تتعرض ‏120‏ مليون فتاة سنوياً لعملية ختان، وتشير بيانات منظمة العفو الدولية إلى بعض أوجه العنف الممارس ضد المرأة والذى يتخذ صوراً مختلفة منها، عمليات الاغتصاب، إذ تتعرض له ‏700‏ ألف امرأة سنوياً فى الولايات المتحدة الأمريكية.

يذكر أنه تم اختيار تاريخ 25 نوفمبر بسبب عملية الاغتيال فى عام 1960 للأخوات ميرابال الناشطات السياسيات فى جمهورية الدومنيكان بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو (1930- 1961) وفى فبراير عام 2008، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون حملته التى اتخذت شعار «اتحدوا لإنهاء العنف ضد النساء»، وتهدف الحملة إلى تحقيق الأهداف الخمسة التالية فى جميع البلدان بحلول عام 2015: إصدار وإنفاذ قوانين وطنية للتصدى لجميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة والمعاقبة عليها، اعتماد وتنفيذ خطط عمل وطنية متعددة القطاعات، تعزيز جمع البيانات عن انتشار العنف ضد المرأة والفتاة، زيادة الوعى العام والتعبئة الاجتماعية، التصدى للعنف الجنسى فى أثناء الصراعات.

فى سياق مواز، أظهرت دراسة بحثية، أن 80% على الأقل من النساء تعرضن لتحرش لفظى داخل وخارج المناطق التى يقطن بها، إلا أن الغالبية العظمى منهن لم يبلغن عن هذه الحوادث لأنها «أمور لا تستحق العناء» وفقا لهن، وتضمنت الدراسة، التى أجراها مركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأعلنها، أمس، عينات عشوائية فى ثلاثة أحياء فى القاهرة، وتم إجراء مقابلات مع ذكور وإناث (متزوجين وغير متزوجين) فى أكثر من 3 آلاف منزل بثلاثة مناطق حضرية تشمل الهجانة، ومنشية ناصر، وإمبابة.

وأوضحت الدراسة، أن الذكور والإناث يرجعون الأسباب الرئيسية لوجود ظاهرة التحرش للبطالة، وقلة الوعى الدينى، والانحدار الأخلاقى، يليها هيئة النساء والملابس التى يرتدونها، بالإضافة إلى طريقة سيرهن بالشارع، وقام مركز البحوث الاجتماعية بالتنسيق مع مبادرة الأمم المتحدة لبناء مدن آمنة للنساء، بدعوة قاطنى هذه المناطق للمشاركة فى أنشطة تدريبية لزيادة وعيهم ببعض القضايا الاجتماعية المهمة، ومن المقرر إجراء مسح آخر فى يناير 2015 لمتابعة وتقييم التقدم الذى ستحققه هذه المبادرة.

وقالت ميريل عزيز، باحثة بمركز البحوث الاجتماعية أن الرجال والنساء يتفقون بالدراسة على حد سواء أن تزايد تواجد الشرطة، وزيادة الوعى الدينى، والتأكيد على أهمية الأخلاقيات وآداب السلوك، وارتداء النساء للملابس المحتشمة، ومراعاة طريقة سيرهن وحديثهن بالشارع من أفضل الطرق لمنع التعرض لحوادث التحرش، وقد رأى البعض الآخر أن اللجان الشعبية قد تكون من الوسائل الفعالة لمنع هذه الحوادث أيضاً.