ينجذب الديكتاتور للشابة الجميلة ويراقصها عدة مرات في الحفل الذي يقيمه في مقره، لكن الفتاة تصد الرجل الأول في الدومينيكان ولا تتجاوب مع ملاطفاته، ويقال أنها صفعته على وجهه لتحرشه بها، وتعرضت مينرفا ميرابال وعائلتها، بعد هذه الواقعة، للعديد من المضايقات والملاحقات من النظام الحاكم، وفي عام 1959، قررت مينرفا، التي درست المحاماة، تشكيل حركة معارضة تحت اسم «حركة الرابع عشر من يونيو»، بهدف إسقاط حكم الديكتاتور «رافايل تروخيو»، الذي كان جاثمًا على صدر البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، وإنضمت إليها أختاها باتريا وماريا تيريزا.
نكل النظام بـ«الفراشات» أو الأخوات ميرابال الثلاثة، واعتقلهن هن وأزواجهن، غير أن حملة ضغط الولايات المتحدة أجبرت الديكتاتور «تروخيو» على إطلاق سراحهم، حتى اغتال مجهولون، في 25 نوفمبر عام 1960، الأخوات الثلاثة بتوجيهات من «تروخيو»، فكانت الضربة التي أسقطت الديكتاتور، الذي تم اغتياله بعد ستة أشهر من حادثة اغتيال «الفراشات».
25 نوفمبر يومًا عالميًا لمناهضة العنف ضد المرأة
ألهمت قصة الأخوات «ميرابال» العديد من الكتاب والسينمائيين والفنانين التشكيليين، كما إتخذت الأمم المتحدة، عام 1999، قرارًا بإعلان 25 نوفمبر يومًا عالميًا لمناهضة العنف ضد المرأة، تقديرًا لكفاح فراشات ميرابال الثلاثة وإحياءً لذكرى اغتيالهن.
ويشرح موقع الأمم المتحدة أسباب ضرورة مناهضة العنف ضد المرأة في عدة نقاط، أهمها، أن العنف ضد المرأة يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان وأنه نتيجة لممارسات تمييز، كما أن له تبعات ثقيلة تعوق تحقيق التقدم في مجالات عدة، مثل، القضاء على الفقر ومقاومة مرض نقص المناعة وتحقيق السلام والأمن، وتعتبر الأمم المتحدة العنف ضد الإناث مشكلة عالمية تستدعي المقاومة، حيث تشير الإحصائيات أن ٧٠٪ من النساء كن ضحايا للعنف في فترة ما من حياتهن.
وقائع وأرقام:
بحسب موقع الأمم المتحدة، فإن ٣٥٪ من السيدات والفتيات في العالم تعرضن لشكل من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي، كما أن حوالي 30 مليون من الفتيات تحت سن الخامسة عشر، قد يتعرضن لقطع أو تشويه لأعضائهن التناسلية وأكثر من 130 مليون من نساء العالم خضعن بالفعل لمثل هذه العمليات.
هذا بالإضافة لأكثر من 700 مليون امرأة في العالم تزوجن وهن لازلن أطفالاً دون الخامسة عشر، وهو ما يقلل فرصهن في إتمام تعليمهن ويعرضهن للعنف الأسرى بشكل أكبر، كما يسبب لهن مشاكل متعلقة بالحمل والإنجاب، بالإضافة إلى أن ٥٠٪ من الاعتداءات الجنسية تتم ضد فتيات دون سن السادسة عشر، كما أن ٦٠٣ مليون امرأة في العالم، تعشن في بلدان لا تعتبر بعد العنف الأسري جريمة تستحق العقاب.
16 يوم لطلاء العالم باللون البرتقالي
أطلق السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حملة «اليوم البرتقالي» في الخامس والعشرين من كل شهر، وذلك من أجل مقاومة العنف ضد المرأة. وكانت الدعوة هذا العام للجماهير بطلاء المتاجر والمحال في أحياء المدن التي يسكنونها باللون البرتقالي ورفع الأعلام البرتقالية على البنايات والأماكن العامة، خلال 16 يوم، هي الفترة من الخامس والعشرين من نوفمبر حتى العاشر من ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.