شدد الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، على أن هناك ثقة بأن ألمانيا شعباً وحكومة بمنأى عن هذه الجريمة، وأن المجتمع الألمانى يعانى من بعض عناصر التطرف، مشيراً إلى أن ألمانيا أدانت هذه الجريمة «البشعة» وتعاطفت كلية مع الشهيدة البريئة وزوجها المعتدى عليه.
وقال أبوالمجد إنه «بغض النظر عن بشاعة وقسوة تنفيذ هذه الجريمة، إلا أنها لا يتم نسبها قانونياً إلا للقاتل وحده، مضيفاً أنه بقدر ما كانت هذه الواقعة فردية، فهى تكشف عن انتشار الآثار السلبية الخطيرة للحملة الموجهة إلى الإسلام والكراهية ضد العرب والمسلمين».
ونبه نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى أن تكرار مثل هذه الجريمة يعد دليلاً على فشل الحوار الإسلامى الغربى فى جنى ثماره المرجوة، داعياً جميع أطراف الأزمة إلى احتوائها حتى لا تكون «فتنة» تقوض فرص التعاون على البناء والحوار بين الثقافات وأصحاب العقائد.
من ناحيتها، أدانت الشبكة الألمانية لمؤسسة «آنا ليندا الأورومتوسطية»، التى تتخذ من مكتبة الإسكندرية مقراً لها فى بيان لها، العمل الإجرامى ضد المصرية مروة الشربينى، مؤكدين ضرورة التغلب على مشاعر الكراهية ضد الآخر.
وقال السفير على ماهر السيد، مستشار مكتبة الإسكندرية ورئيس الشبكة الوطنية المصرية، إن مقتل مروة الشربينى بهذا الأسلوب الوحشى يتعارض تماما مع القيم الإنسانية وحقوق الإنسان ومع المبادئ والأسس التى قامت عليها مؤسسة «آنا ليندا» التى تعمل على التقارب والتفاهم والحوار بين الثقافات والحضارات، وطالب الجميع بمضاعفة جهودهم لمواجهة العنصرية ومشاعر الحقد والكراهية ورفض الآخر.
يأتى ذلك مع مطالبة رئيس المجلس الأعلى للمسلمين، أيمن مازيك لأنجيلا ميركل رئيس وزراء ألمانيا أمس بإظهار مساندتها للمسلمين وإدانتها العداء للأجانب فى ألمانيا على خلفية مقتل مروة الشربينى، قائلاً إنه «على الرغم من شجب ميركل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير لمقتل مروة، إلا أن كان عليها التوجه مباشرة للأربعة ملايين مسلم، الذين يعيشون فى ألمانيا.
وأضاف مزيك، فى حديثه مع صحيفة «تاجز شبيجل أم زونتاج» أنه كان ينبغى على ميركل شجب جريمة القتل التى وقعت بدوافع عدائية للإسلام، خاصة أن الخوف من الإسلام موجود منذ وقت طويل فى بلدنا ألمانيا بشكل مبطن أو صريح، وهو ما كشفه مقتل مروة الشربينى».
ولفت إلى أن هذه الواقعة تمثل نقطة الذروة المؤلمة للعدوان الإسلامى على مسلمى ألمانيا وألمح إلى السفير المصرى بألمانيا قائلاً: «الذى أهدر حقنا وسعى للتهوين من حدة الموقف والتقليل منه عندما وصف الحادثة بأنه حادث «إجرامى استثنائى» وفقا لما نشرته صحيفة «فرانكفورتر ألجماينة».
من ناحيتها، ذكرت صحيفة «دير تاجسشبيجل» أن ألمانيا تحارب ارتداء الحجاب داخل حدودها الجغرافية بالسلطتين التشريعية والقضائية، فى حين تعتبر الولايات المتحدة ارتداء الحجاب من ضمن حرية ممارسة الدين.
وقالت الصحيفة إن محكمة دريسدن «لن تحاكم القاضى أو معاونيه - بخلاف ما تردد مؤخراً فى بعض وسائل الإعلام الألمانية - لأن المتهم كان فى حالة هياج وعدوانية يصعب معها التحكم فيه، وأنه من غير المتوقع من هيئة المحكمة التدخل لإيقاف الجريمة».
هذا وشهدت بريطانيا مظاهرة بـ«الحجاب» أمام السفارة الألمانية بلندن احتجاجاً على مقتل مروة وتصاعد العداء للحجاب فى ألمانيا وأوروبا، مرددين هتافات تدين بعض قادة أوروبا لمطالبتهم بعدم ارتداء الحجاب.
وارتدت مئات المتظاهرات من الجالية العربية، والإسلامية وعدداً من الأجانب الحجاب بمن فيهن غير المسلمات تعبيراً عن رفضهم كراهية المسلمات وظهورهن بالزى الإسلامى فى شوارع أوروبا.