يقولون ضاع الرجا والأمل.. لماذا العناد وهذا الجدل.. كفاك اقتناعاً بوهم التحدى كفى وتقبل مرار الفشل.. يقولون نجمة حلمى تلاشت، وصارت ركاماً بسفح الجبل.. رآها الجميع هوت فلماذا تراها بأعلى السما لم تزل؟.. يقولون أيضاً كلاماً كثيراً، كفى الوصف فيه مضرب المثل.. كأن زمانى بسهم الهوان أشل خطاى وحلمى خذل.. لم يعلموا أن حلمى القديم سيبقى له القلب دوماً محلا.. وأرضاً تمده فى كل يوم بماء الحياة، إذا الجدب حل.. إلى أن يصير نتاجه رخصاً، وأبصر فيه النماء اكتمل، ويشهد عنه الذى لام صبرى إذا من رطيب جناه أكل.. أنا سائر فى دروب الأمانى بقلب صبور يصد الملل.. يشدد عزمى ويرشد خطوى تلألؤ نجم عن الحلم دل.. رأيته منذ بداية سيرى، ومن ذلك الحين دام وظل.. خيوط ضيائه نسج خيالى بمخراز شوقه فيها غزل.. ويزداد نجمى وضوحاً أمامى إذا النور حولى توارى وفل.. فيا من تحاول إقناع نفسى بأن الظلام تسيد هل.. علمت بأنك من دون قصد تشجع نفسى بهذا العمل.. فإنى أرى النجم أوضح جداً إذا الليل ثوب دجاه سدل.. ومهما سمعت من الغير لوماً، ومهما فؤادى الطموح احتمل.. فلن أنثنى عن مناى بشىء، ولن أرتضى عنه أى بدل.. ومن حاولوا أن يصدوا كفاحى بقلب ودود وعقل جهل.. أقول لهم فى شديد العتاب هناك من الفصح ما قد قتل.. وكم من نصائح تقطر مراً، وكانت نعم النصوح عسل.. فإن كنت تدرى وتعرف حقاً أفد من إياك ومنك سأل.. وإن كنت تجهل لا لا تجبه بما قد يضل ويقصى الأمل!
د. أمجد ماهر عشم- إخصائى الأمراض الجلدية- أسيوط