رأت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، أن جماعة الإخوان فى مصر تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، محذرة من الجهود المتواصلة لملاحقة الجماعة، ووصفتها أنها «مناورة محفوفة بالمخاطر».
واعتبرت الصحيفة، فى تحليل إخبارى بقلم محررها ياروسلاف تروفيموف، نشرته أمس، أن الجهود المتواصلة من قبل نظام الرئيس السيسى للقضاء على الإخوان كقوة سياسية واجتماعية هى الأكثر إصرارا وشمولية منذ تأسيسها عام 1928.
أما بالنسبة للجماعة، حسب الصحيفة، التى كانت قوية فى وقت مضى، فلايزال عشرات الآلاف من أعضائها والمتعاطفون معهم وراء القضبان، بما فى ذلك الرئيس السابق محمد مرسى ومعظم قيادات جماعته. وأرجعت الصحيفة خطورة تلك المناورة، على حد تعبيرها، إلى أنه رغم ضعف الجماعة بعد عام فى السلطة بمصر، فإن الإخوان لاتزال تمثل أحد المحاور الرئيسية للرأى العام فى أكبر دولة فى العالم العربى، والشرق الأوسط الكبير.
ونقلت الصحيفة عن رجل الأعمال نجيب ساويرس قوله: «لقد حاربنا هؤلاء الناس لأنهم كانوا يفعلون بالضبط ما نفعله ضدهم الآن، وهذا ليس هو الطريق الصحيح.. لابد أن يكون هناك حل ما، فهم عددهم 1 أو 2 مليون نسمة، مسلحون ونشطون للغاية.. ماذا ستفعل بهم؟ لا يمكنك وضع 2 مليون شخص فى السجن»، ورأى «ساويرس»، الذى وصفته الصحيفة بأنه الملياردير المصرى والسياسى الذى ساعد فى قيادة الاحتجاجات التى أدت للإطاحة بـ«مرسى» العام الماضى، أنه لا يوجد حل قريبا، قائلا إنه «أمر لن يوافق عليه أى شخص فى الوقت الحالى».
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات المصرية ترى أن نبذ الإخوان للعنف هو «أمر مخادع» وتتهم الجماعة بالتورط فى التفجيرات وغيرها من الهجمات التى جعلت عددا من المدن المصرية على حافة الهاوية، حسب تعبيرها. ونقلت الصحيفة عن عبدالله الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان فى لندن، قوله إن «أى شكل من أشكال الديكتاتورية يؤدى إلى التطرف»، مضيفا أنه رغم محاولات حكام مصر تدمير الجماعة فى الماضى، فإن الحداد يتوقع أن يبقى الإخوان على قيد الحياة رغم حملة القمع الأخيرة، قائلا: «هذا هو ما ننجح فيه».