معركة «داعش» مع شعبان عبدالرحيم !!

جيهان فوزي الجمعة 21-11-2014 21:24

تفرغت دولة الخلافة الاسلامية «داعش» لملاحقة المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم، هددت داعش وتوعدت المطرب باهدار دمه وقتله لتجرؤه على أمير المؤمنين أبوبكر البغدادى!! بأغنية «أمير المجرمين» التي سخرت من خليفتهم الحاكم الرشيد نصف الإله الذي يرتقى إلى مصاف القديسين في عرفهم المتفرد والمتميز بذبح كل معارض حتى لو كان منهم!! فشنت صفحات ومواقع منسوبة لتنظيم داعش هجوما على المطرب شعبان عبدالرحيم , حيث هدد عضو التنظيم أبوالعز الملقب على موقع فيس بوك باسم «قول الصورام».. «لا نجوتم إن نجا ذلك الزنديق يستهزئ بأمير المؤمنين ودولة الخلافة» , فيما نشر التنظيم الأغنية على مواقعه مصحوبة بعبارات التهديد والوعيد لشعبان عبدالرحيم , بينما نشر أحد أعضاء التنظيم عنوان عبدالرحيم في أحد أحياء الجيزة مؤكدا معلوماته .

المطرب الشعبى الملقب ب «شعبولا» سخر بدوره من التهديدات التي أطلقتها داعش وقال «أنا هاطلب من وزير الداخلية محمد ابراهيم أن يعين لى حراسة مكونة من عسكرى صغير يكفى لمواجهة داعش، أنا عايش في مصر بلد الأمن والأمان ومابخفش من داعش ولا الارهابيين».

لكن إذا كان شعبولا قد تعامل مع الخبر باستهزاء واستبعاد لحدوثه، فهذا لايعنى أن نتجاهله, فمن يجرؤ على ذبح الرقاب بدم بارد للرهائن التي تقع في أيديه , لن يتردد في فعل أي شئ لأن أنصاره ببساطة مغيبى العقول والبصيرة والرحمة يعملون بتوجيه صارم , تماما مثل الريبوت المبرمج الذي يتلقى الأوامر وينفذها في صمت .

وحتى إذا كان تهديد داعش لشعبولا هزلى أو من قبيل التهويش وبث الرعب في ظل الفانتازيا التي يمارسها هذا التنظيم الفاشيستى، غير أننا يجب أخذه على محمل الجد , ليس فقط لأن دواعش مصر لو فرضنا جدلا وجودهم خلايا نائمة تستيقظ عند الحاجة قد تكون أداة التنفيذ , ولكن لأن حجم المفاجآت التي يمارسها الارهابين في الآونة الأخيرة باتت مباغتة وصادمة وتسبق الأمن دائما بخطوة , فمن يدرينا أن يستهدف شعبان عبدالرحيم أو غيره في ظل حالة الانشغال الأمنى ببؤر الارهابيين وتتبعهم وملاحقتهم في سيناء , كى يبدو التنظيم وكأنه لايخلف لجهاده وعدا ولا يتهاون مع من يهاجمه أو يستهزئ به قولا أو فعلا .

داعش تجاوزت باجرامها كل الخطوط الحمر وما تعداها، واقترابها من الحدود مع الدول المجاورة يشكل خطرا داهما لا ينفع معه التراخى أو الاستهانة , خاصة بعد حديث داعش عن اقتراب بسط الخلافة على ولاية سيناء كما أطلقوا عليها , فما إن فرغ أبوبكر البغدادى من حديث دعا فيه التنظيمات التي أعلنت مبايعته إلى الانضمام للدولة الاسلامية وياللعجب! حتى تحول اسم حساب منسوب إلى جماعة أنصار بيت المقدس بمصر على موقع تويتر إلى ولاية سيناء , وفوجئ رواد تويتر بتغيير اسم حساب جماعة أنصار بيت المقدس الارهابية التي أعلنت منذ أيام بيعتها للبغدادى إلى ولاية سيناء قبل أن يتم إنشاء حساب جديد بذات الاسم , وكتبت الجماعة عبر حسابها على تويتر بعد تغيير اسمه ..«الدعاء بالنصر فقد اقترب موعد الاعلان الرسمى بفتح ولاية سيناء الاسلامية على يد اخوانكم بجماعة انصار بيت المقدس ومازالت المعركة مستمرة» !

كما أن بثها لشريط الفيديو «صولة الانصار» قبل أيام تستعرض فيه بزهو صولاتها وجولاتها في سيناء يدعو للتأمل وأخذ الحيطة والحذر، فما نراه يوميا الآن من تفجيرات طالت قلب العاصمة ومنشآتها الحيوية ووسط زحام المواطنيين , تدلل على النقلة النوعية في العمليات الارهابية التي لم تعد تأخذ في الحسبان حياة الأبرياء , ولا ننسى أيضا شريط الفيديو المصور لأحد الدواعش الذين انشقوا عن التنظيم مؤخرا , وتحدث فيه عن جرائم التنظيم البشعة ونوعية العمليات التفجيرية الانتحارية التي يرتكبها في حق الشعب السورى غير عابئ بسقوط الضحايا من الابرياء والاطفال , واعترافه بأن التنظيم يستهدف المسلمين ويروع الآمنين , فالانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم وسط العامة من المسلمين أكبر دليل على فكرهم الوحشى الذي لن يبق ولن يذر .

صحيح أن المعارك الحقيقية تدور في سيناء وما جاورها إلا أن ذلك لن يمنع بعض العناصرمن التسلل فرادى أو مجموعات صغيرة إلى قلب العاصمة لارهاق الجيش والشرطة وتشتييت تركيزهم، وربما تبدأ عملياتهم بتصفية الحسابات مع شخصيات هنا أو هناك بطريقتهم المعهودة , بهدف إشاعة الرعب والفوضى لترك بصمتهم داخل المجتمع , خاصة وأن هناك من يؤكد أن التنظيم على بعد كيلو مترات من الحدود الليبية المصرية المترامية الأطراف البعيدة عن أعين أجهزة الأمن مهما كانت يقظة.


التعامل مع داعش وتهديدها لشعبان عبدالرحيم يجب أن يأخذ في الحسبان الأمن الداخلى إلى جانب أمن سيناء والحدود، ضمن التكتيكات والاستراتيجيات المعتمدة في التعامل معه لضمان أمن المواطنين داخل البلاد , هذا التنظيم الوحشى السادى الذي تجرد من كل معانى الانسانية وصحيح الدين , ابتلينا به وقدرنا التضحية من أجل الخلاص منه , والقضاء على طموحاته الهادفة إلى التمدد والانتشار.