من حرب يشنها تنظيم «داعش» ضد القوات النظامية للسيطرة على مناطق في العراق وسوريا، إلى هجمات «جبهة النصرة» في سوريا، وتفجيرات واغتيالات «أنصار بيت المقدس» في مصر، وصولاً لمواجهات جماعة «أنصار الشريعة» مع قوات الأمن في ليبيا وتونس، وعمليات اختطاف تتبناها جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا، تُنشر عشرات الأخبار المتلاحقة بصورة يومية، عن تلك الأحداث، التي تعد الأهم والأخطر.
وعلى العكس مما كان قبل 2011، لم تعد أخبار الهجمات الإرهابية أمرًا طارئًا على وسائل الإعلام كل عدة أشهر، بل نقلاً لحدث شبه يومي في ظل انتشار هذه الجماعات في دول عدة، وارتكابها عمليات إرهابية متنوعة على مستوى الهدف والطريقة والمكان، وسعي بعضها للاتحاد من خلال «البيعة» كما كان مؤخرًا من تنظيم «أنصار بيت المقدس» بحق «داعش»، ليضع بها هذا الأخير قدمًا في مصر.
وعلى الرغم من أن التنظيمات الإرهابية الحديثة التي أصبحت مادة خصبة للأخبار، ظهر أغلبها فيما بعد عام 2011 في عدد من دول «الربيع العربي»، إلا أن أصلها يعود لوقت أبعد من ذلك وتقريبًا لجذر واحد اسمه «القاعدة».
فأغلب التنظيمات الإرهابية الحالية، إن لم تكن بمثابة ابنًا شرعيًا صريحًا لتنظيم القاعدة كما في حالة «داعش» و«النصرة»، فهي أحد روافدها بصورة مباشرة أو غير مباشرة مثل «أنصار الشريعة»، أو متأثر بها فكريًا وعلى صلة بها كما في حالة «بوكو حرام»، أو حتى متحالفًا معها كـ«طالبان».
تنظيم القاعدة
- يعد نقطة البداية، وأصل خرجت عنه أفرع تمثلت في أغلب التنظيمات الإرهابية الموجودة الآن على الساحة العربية والإفريقية.
- هو تنظيم إسلامي متشدد، اختلفت الأقاويل حول نشأته بين أنه تأسس عام 1986 على يد أسامة بن لادن، وبين القول بأن مؤسسه في العام 1987 هو عبدالله يوسف عزام، إلا أن الاتفاق كان على أن نواته كانت المقاتلين «المجاهدين» ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان، والذين كان يدعمهم في ذلك الوقت، الثمانينيات، الاستخبارات المركزية الأمريكية.
- أصبح التنظيم بمثابة منصة لإعلان «الجهاد» المسلح ضد الحكومات وكلاً من المسؤولين والجهات الأجنبية فيما سموه «العالم الإسلامي»، وكذلك ضد الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم.
- تأثر التنظيم بوجهات النظر الأصولية الوهابية، كما تحالف مع نظام «طالبان» في أفغانستان، وهو التحالف الذي أصبح قاعدة لشبكة من المنظمات والخلايا في مختلف أرجاء «العالم الإسلامي».
- كان مما انبثق عن «القاعدة»، عام 2009، تنظيم بمسمى «القاعدة في جزيرة العرب»، وكان نتاج تحالف تنظيمين متشددين في اليمن والسعودية، وتبنى عدة عمليات في البلدين.
- يحتضن «القاعدة» وجهات النظر المتشددة والمرفوضة من قطاع واسع من المسلمين، وهو الاحتضان الناتج عن تبنيه فكرة العالمية في الهوية والتجنيد، وكذلك في الإيديولوجية والاستراتيجية والأهداف.
- ارتبط اسم «القاعدة» بعدد من العمليات الإرهابية، على رأسها أحداث 11 سبتمبر 2001، بجانب الاشتباه في تنفيذه عمليات منها التفجيرات الإرهابية في شرم الشيخ، يوليو 2006، فضلاً عن تبني الخلايا المنبثقة عنه عمليات في دول مختلفة.
- أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية، 10 أغسطس 1999، «تنظيمًا إرهابيًا»، وتبعها في ذلك عدة دول غربية، كما تعتبر الولايات المتحدة كافة أفرع التنظيم سواء في الجزيرة العربية أو المغرب أو العراق، تنظيمات إرهابية.
- قُتِل زعيم التنظيم، السعودي أسامة بن لادن، في مايو 2011، في هجوم على مقر إقامته في مدينة «أبوت أباد» الباكستانية، ليخلفه على رأس التنظيم المصري أيمن الظواهري.
أنصار بيت المقدس
- جماعة ظهرت في مصر، أبريل 2011، ببثها فيديو تعلن فيه مسؤوليتها عن عملية تفجير خط تصدير الغاز لإسرائيل.
- بارك الجماعة وعمليتها في ذلك الوقت، زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، فأعقبت الجماعة تلك العملية البداية، بقصف لمنتجع إيلات بصاروخين «جراد»، أغسطس 2011، وتوالت عملياتها لتفجير خط الغاز في 2012، بعدد مرات بلغ 14.
- تبنت «أنصار بيت المقدس»، على مدار العامين الماضيين وإلى الآن، عمليات إرهابية مثل «مذبحة رفح الثانية»، وتفجير مديريتي أمن المنصورة والقاهرة، وعملية «كمين الفرافرة».
- أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية، 10 أبريل 2014، جماعة إرهابية، وصدر بحقها في الشهر نفسه حكمًا من القضاء المصري يضعها في قائمة التصنيف الإرهابي نفسه.
- أعلنت الجماعة، 10 نوفمبر 2014، مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
الدولة الإسلامية «داعش»
- بدأ باسم الدولة الإسلامية في العراق، وسرعان ما أضيف لها «الشام»، بعد امتداد مسرح عمليات التنظيم إلى سوريا، بعد أشهر قليلة من اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد 2011.
- كانت جماعة «التوحيد والجهاد»، التي أسسها في العراق، عام 2004، القيادي الأردني بتنظيم «القاعدة» أبومصعب الزرقاوي لـ«الجهاد ضد الاحتلال (الأنجلو- أمريكي)»، والتي أصبحت فيما بعد تعرف باسم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين»، هي الأساس الذي بُني عليه «داعش»، وخرجت منه قياداته والنواة الأولى لعضويته.
- مؤسس التنظيم هو حامد داوود الزاوي، الملقب بـ«أبي عمر البغدادي»، الذي قُتِل على يد القوات الأمريكية، ليخلفه إبراهيم بن عواد البدري، الملقب بـ«أبي بكر البغدادي»، وذلك منذ أبريل 2010، باختيار من مجلس شورى التنظيم.
- أعلن «البغدادي»، أبريل 2013، وبعد فترة من تواجد رجاله داخل سوريا، دمج «جبهة النصرة» مع تنظيمه تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهو ما قابلته «النصرة» بالرفض، مما كان سببًا في الاقتتال بين التنظمين على غير رضا من قيادات التنظيم الأم «القاعدة». - يُصنف «داعش» من قِبَل وزارة الخارجية الأمريكية، تنظيمًا إرهابيًا، بتاريخ 17 ديسمبر 2004، منذ أن كان مسماه «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين/ العراق».
أجناد مصر
- جماعة ظهرت أوائل 2014، غير معروف قائد لها، وترفع شعار «حماة الدين والدم والعِرض والمال».
- يتركز نطاق عملها في القاهرة الكبرى «القاهرة، والجيزة، والقليوبية»، مما جعل منها الجماعة الإرهابية الأنشط خارج نطاق سيناء، وتلجأ لأسلحة بسيطة وبدائية الصنع كالعبوات الناسفة.
- أعلنت «أجناد مصر»، 23 يناير 2014، عن وجودها بتدوينة على «تويتر»، وكانت أبرز العمليات التي تبنتها التفجيرات التي وقعت في محيط جامعة القاهرة، أبريل 2014، ومن قبلها سلسلة الهجمات التي وقعت قبيل الذكرى الثالثة للثورة في مناطق مختلفة بالقاهرة.
- تتبنى الجماعة فكر تنظيم القاعدة، الخاصة بإحياء الخلافة الإسلامية، وتكفير الحكومات والأنظمة واعتبارها «مجرمة»، مما يحلل استهدافها.
- انضمت «أجناد مصر» لقائمة المنظمات الإرهابية، بحكم صادر في 22 مايو 2014، عن محكمة الأمور المستعجلة.
جبهة النصرة
- هي «جبهة النصرة لأهل الشام»، جماعة جهادية سلفية تشكلت في نهاية 2011 على يد أعضاء من تنظيم «القاعدة»، وتضم مقاتلين من دول عربية، من بينها السعودية والعراق، بزعامة سوري يدعى الفاتح أبومحمد الجولاني.
- أصدرت أولى بياناتها في يناير 2012، لدعوة السوريين لـ«الجهاد ضد النظام، وكانت نقطة تمركزها الأولى «حمص، وحلب، ودير الزور»، وبمرور الوقت تمكنت من السيطرة على نقاط عسكرية، كما أفاد قادة بـ«الجيش الحر» بانتقال «وحدات كاملة» منه لها.
- رفضت الجبهة في أبريل 2013 ما أعلنه زعيم «دولة العراق الإسلامية» أبوبكر البغدادي من انضمامها لتنظيمه، وأنها «ليست إلا امتدادا لدولة العراق الإسلامية وجزءً منها، وردّت على بيان «البغدادي» بإعلان مبايعتها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري «على السمع والطاعة».
- أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية في مايو 2014، إضافة لزعيمها «الجولاني» على قائمتها للإرهاب، ووضعها مجلس الأمن على «اللائحة السوداء».
أنصار الشريعة في ليبيا وتونس
- جماعة أنصار الشريعة في ليبيا، سلفية جهادية ظهرت بعد سقوط نظام «القذافي» عام 2011، وتتكون بحسب بيانات وزارة الخارجية الأمريكية من تنظيمين داخليين هما «أنصار الشريعة في بنغازي» بزعامة أحمد أبوختالة و«أنصار الشريعة في دَرنة» بزعامة أبوسفيان بن قمو.
- نفذت الجماعة اغتيالات ومحاولات اغتيال لمسؤولين أمنيين وسياسيين في شرق ليبيا، وكانت أبرز عملياتها الإرهابية هجمات 11 سبتمبر 2012 على القنصلية الأمريكية في بنغازي، التي راح ضحيتها 4 أمريكيين بينهم السفير كريس ستيفنز، واعتقل على أثرها «أبوختالة» في يونيو 2014.
- أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، 13 يناير 2014، «أنصار الشريعة في ليبيا» جماعة إرهابية.
- أنصار الشريعة في تونس، تأسست في أبريل 2011، على يد سيف الله حسين، وهي الجماعة الجهادية الأبرز في تونس، وتعتبر واحدة من الجماعات والتنظيمات الموالية لـ«القاعدة»، وتتبنى فكره.
- طالبت الجماعة، في حملة لها، بإطلاق سراح الإسلاميين المحتجزين في السجون العراقية، ممن اشتركوا في عمليات لتنظيم «القاعدة»، كما أشارت أصابع الشك إلى أعضاء «أنصار الشريعة» فيما يخص التورط في أعمال عنف في تونس، منها هجمات 14 سبتمبر 2012 على السفارة والمدرسة الأمريكية في تونس، وهجمات ضد قوات الأمن التونسية ومحاولات تفجيرات واغتيالات، كما كانت طرفًا في المواجهات الأمنية مع مسلحين في جبل الشعانبي.
- أسست الجماعة، ذراعًا إعلامية تحت مسمى «مؤسسة القيروان»، وطورت منافذ إعلامية لنفسها مثل المدونات وصفحات «فيسبوك» والمجلات أخرى للإعلام، كما تنظم أنشطة اجتماعية وخيرية، مثل المحاضرات الدينية لشيوخ سلفيين، والقوافل الدعوية والخيرية لتوزيع الأطعمة والملابس، وكلها أمور تعلن عنها في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
- أعلنت الحكومة التونسية، «أنصار الشريعة» جماعة إرهابية، وحذت وزارة الخارجية الأمريكية حذوها في 13 يناير 2014، واعتبرتها تمثل «الخطر الأكبر» على المصالح الأمريكية في تونس.
بوكو حرام
- ميليشيا إسلامية أصولية عنيفة، ذات صلة بـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب»، ظهرت في شمال نيجيريا بزعامة رجل دين يدعى محمد يوسف، أوائل الألفية الثالثة، كجماعة سنية صغيرة تتبنى التفسير المتشدد للقواعد الإسلامية وتطالب بتطبيقها في نيجيريا تحت مسمى «جماعة أهل السنة والدعوة والجهاد»، إلا أن اسم شهرتها كان بلغة الهاوسا الإفريقية هو «بوكو حرام»، ويعني التعليم الأجنبي حرام، وهو الرأي الذي تتبناه الجماعة.
- تركزت هجماتها الإرهابية ضد أهداف أجنبية ومدنية لاسيما في ولايات الجنوب ذات الأغلبية المسيحية، وفي عام 2009 قٌضي حوالي 700 شخصًا أثناء محاولة قوات الأمن القضاء على الجماعة التي تمردت في ذلك العام على الحكومة، فيما بلغ إجمالي ضحايا «بوكو حرام» ما لا يقل عن 5 آلاف شخصًا.
- كان اختطاف الجماعة لـ 276 طالبة من مدرسة في ولاية بورنو الواقعة شمال شرق نيجيريا، أبريل 2014، من أبرز العمليات الإرهابية التي نفذتها «بوكو حرام» لمساومة الحكومة على الإفراج عن أعضاء بالجماعة، وهو ما لاقى تنديدًا عالميًا.
- أعلنتها وزارة الخارجة الأمريكية، 14 نوفمبر 2013، جماعة إرهابية، كما تضع زعيمها أبوبكر شيخو على قائمتها للإرهابيين المطلوبين.
حركة طالبان
- مليشيا من القادة الدينيين وطلابهم، خرجت للعالم من ولاية «قندهار»، وأعلن مؤسسوها في الفترة من 1994 إلى 1996، وبقيادة المُلا محمد عمر، تأسيس «الجمهورية الإسلامية الأفغانية.
- كان الهدف من إطلاق الحركة إنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت وامتدت في أعقاب انسحاب السوفييت من المنطقة عام 1989، فقدمت النظام السياسي الإسلامي، كبديل أخلاقي ومستقر ومنظم عن الحرب الأهلية، والانقسامات العرقية، والتقاتل بين قادة القبائل، وتبنت التفسيرات الحرفية الصارمة والمتشددة للإسلام السني، وعلى رأسها تطبيق الحدود.
- قوبلت «طالبان» المتأثرة فكريًا بالمدرسة الوهابية وبتقاليد قبائل الباشتون، بانتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية الدولية، بسبب رفضها السماح للمواطنين الأفغان بممارسة شعائر أو إظهار الانتماء لأي دين آخر بخلاف الإسلام، فكان أن حطمت تماثيل بوذا، بجانب تمييزها الشديد ضد المرأة، مما أدى بها في أواخر أعوامها لتصنيفها جماعة إرهابية.
- لاقت حكومة «طالبان» اعترافًا ودعمًا من باكستان والسعودية والإمارات العربية المتحدة فقط، وأعلنتها الأخيرة في وقت لاحق تنظيمًا إرهابيًا».
- وفرت حكومة «طالبان» ملجأ لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأتباعه، الذين اتخذوا من مساحات في أفغانستان مواقعًا للتدريب على تنفيذ العمليات الإرهابية الدولية.
- حكمت «طالبان» أفغانستان من العام 1996 وإلى أن أزاحتها الولايات المتحدة الأمريكية بالقوة عام 2001 عن الحكم، بعد سلسلة من الهجمات على أفغانستان في إطار الحرب الأمريكية على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر.
- يصنفها المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، جماعة إرهابية.