في ذكرى «محمد محمود» والد «جيكا»: دم ابنى فى رقبة الإخوان و الداخلية

كتب: اخبار الثلاثاء 18-11-2014 21:41

فى شارع «عيون الحرية»، كما يحب أن يسميه، وقف محمد جابر صلاح الشهير بـ«جيكا»، ذو الـ17 ربيعًا، الطالب حينها بمدرسة الخديوية بالصف الثانى الثانوى، للمرة الأخيرة «باحثا عن الحرية» التى رأى أن جماعة الإخوان المسلمين تحيد عنها حينما كانت فى السلطة، الأمر الذى دفعه للنزول فى ذكرى اشتباكات شارع محمد محمود للمطالبة بحقوق من سبقوه إلى الآخرة، دون أن يدرى أنه سيلحق بهم بعد ساعات.

وقت قيام الثورة كان «جيكا»، بحسب ما يقوله والده، كأغلب شباب مصر بعيدًا عن السياسة، حيث بدأ بمتابعة أحداثها مع ثورة 25 يناير، وكان عمره وقتها 15 عامًا فقط، لكنه صدق حلم «العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية». يقول والده صلاح جابر وهو يحاول استعاده ذكريات ابنه «السعيدة»: «جيكا كان آخر العنقود، وكنت بعتبره حته من قلبى، وأنا بفخر بنفسى لأنى ربيت ولد بطل زيه، بس للأسف لغاية دلوقتى مش عارف أكون بطل زيه وأرجع حقه هو وكل شهداء الثورة اللى النظام والإخوان فرطوا فيهم».

بجوار جرافيتى «جيكا»، على ناصية شارع محمد محمود، اعتاد والد جيكا الذى لم يمل من السعى للقصاص من قاتل ابنه: «سأستمر وسيأتى نظام يحقق العدل والتغيير رغم أنف العسكر والإخوان والفلول»، يقول صلاح ويضيف بأسى: «نظام ما بعد مبارك قتل ولادنا، ونظام مرسى فرط فى دمهم، ومازلنا فى انتظار القصاص».

يصمت صلاح ويعود لمحاولة تذكر اللحظات الأخيرة لـ«جيكا»: «يقولون إن ضابطًا خرج من خلف الجدار العازل بشارع يوسف الجندى، وقف الضابط على الجدار ورفع بندقيته، بعض الشباب تراجع بس جيكا فضل واقف، ورفع الضابط فوهة البندقية وضغط الزناد وانطلق البلى ليستقر فى وجه وجسد ابنى».

يبقى «جيكا» بعد إصابته بـ«سبع رصاصات فى الرأس والعنق والبطن» لمدة 6 أيام فى مستشفى قصر العينى حتى فاضت روحه إلى ربها. ليحمله أصدقاؤه ومحبوه إلى مثواه الاخير