في ذكرى «محمد محمود».. والد أصغر الشهداء: الدولة نسيتنا

كتب: اخبار الثلاثاء 18-11-2014 21:43

فى مساء يوم السبت 19 نوفمبر عام 2011، اجتمع عبدالناصر قطب مع ولديه إبراهيم وإسماعيل للمرة الأخيرة لمتابعة مشاهد الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن فى شارع محمد محمود بالتليفزيون، وعلق حينها إبراهيم على الأحداث قائلا: «إيه الظلم ده يا بابا شايفهم بيضربوا إزاى» مطالباً مع أخيه التوأم إسماعيل بالنزول إلى الميدان، قبل أن يرد والدهما على الفور: «انزلوا لما الدنيا تهدا أنا لسه بدرى إنى آخد لقب أبوالشهيد».

بعد مرور ثلاث سنوات على تلك الواقعة، مازال «عبدالناصر» الذى يعمل موظفاً فى إحدى الشركات نهاراً، وسائق تاكسى فى المساء، يتذكر تفاصيل «أول مرة» قام فيها بتلقيب نفسه بـ«أبوالشهيد»، ذلك اليوم الذى تغير فيه وجه العالم بالنسبة له، على حد تعبيره، منذ أن فارقة ابنه «إبراهيم» الذى يعد أصغر شهداء اشتباكات شارع محمد محمود.

إبراهيم ابن السادسة عشرة كان يذهب إلى التحرير مع أخيه التوأم دون علم أبويه، بعد انتهاء اليوم الدراسى للصف الثانى الثانوى. يقول عبدالناصر عن ابنه: «إبراهيم حضر التيرم الأول بس، وملحقش يكمل السنة،يكمل عبدالناصر حديثه وهو يحاول تمالك نفسه بعد أن هاجمته الذكريات: «فوجئت باتصال فى نفس اليوم حوالى الساعة السادسة والنصف مساء من زملائه يبلغونى فيه بأن إبراهيم تعب ونقلناه على قصر العينى وإسماعيل أخوه معاه، وقالى ساعتها (إبراهيم لسه فيه النفس يا بابا)،«قتل مرتين» يقول عبدالناصر، واصفاً ما حدث لابنه، ثم يضيف بعد أن يصمت لبرهه من الوقت محاولاً مسح دموعه التى لم يقدر على حبسها: «ابنى مات لما الداخلية قتلته أول مرة، والمرة الثانية لما محمد مرسى فرط فى حقه، والإخوان أغبياء وباعوا حقوق شهدائنا، زى ما باعوا حقوق الشعب المصرى كله».