الموت «18»
■ منذ خلق آدم، وعبر الزمن، يتوالى موت البشر.. مهما يعِش الإنسان سنوات قليلة أو عديدة، فالموت هو النهاية الحتمية.. يدفن الأحياء موتاهم، ثم يموتون، ويدفنهم آخرون وهكذا.. تبلى أجساد الأموات، ويصبح معظمها جزءا من الأرض التى ابتلعتهم وغيّبتهم فى أحشائها، فتراب الأرض الذى نسير عليه هو من رفات الأقدمين، ولذلك أنشد الشعراء بهذا المعنى منذ قرون، فقال أبوالعلاء المعرى: «خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد».. فقد خُلقنا من التراب وإلى التراب نعود!!
■ كثير من البشر يطمع فى العيش أطول فترة ممكنة، وبعضهم يطمع فى الخلود الدنيوى!.. فى العقود الأخيرة، بدأت فى الولايات المتحدة الأمريكية «عمليات تجميد» لأشخاص توفوا نتيجة أمراض مستعصية، لم يتمكن الطب من تشخيصها وعلاجها.. يتم تجميد أجسادهم حتى يتم اكتشاف علاج مناسب وحاسم لحالتهم المرضية، على أن يتم إنعاشهم مستقبلا!!
■ يوجد عدة شركات أمريكية تقوم بذلك العمل حاليا.. فمع توقف ضربات القلب، واستمرار وجود نشاط فى بعض خلايا المخ تتم عملية التجميد، فيتم ضخ دم إلى المخ لإمداده بالأكسجين، ويتم حقن الجسم بالهيبارين لمنع تجلط الدم، ويتم سحب أكبر كمية من المياه بالجسم، ويحقن بمادة الجليسرول التى تمنع تكون بلورات ثلجية، ويوضع الجسد فى سرير ثلجى حرارته 130 درجة مئوية تحت الصفر، ثم يدخل الجسد فى حاوية معدنية محاطا بالنيتروجين السائل بدرجة حرارة 200 درجة مئوية تحت الصفر!!
■ فى روسيا، بدأت شركة «كربوروس » نشاطا مماثلا، وبلغ عدد عملائها حتى الآن 34 إنسانا، إضافة إلى 14 حيوانا منزليا، وقد تقدم للشركة مواطنون أمريكيون، نظرا لانخفاض التكلفة عن أمريكا!!.. وللحديث بقية.
حاتم فوده