هارون يحيى.. حوارية الروح والعقل

الأربعاء 08-07-2009 00:00

لا يزال اسم المفكر المسلم العالمى "هارون يحيى" أو "عدنان أوكطار" يتصدر قائمة المبادرات الإسلامية الجادة بالانفتاح على العقل والثقافة الغربيين وتجسير الهوة الحضارية والمعرفية الفاصلة بين عالمين وحضارتين وقارتين..

يخوض هارون يحيى غمار التقريب المعرفى والفلسفى بين العقلين الإسلامى والغربى عن طريق المقاربة الفكرية الأشد وعورة والأكثر خصوصية وتعلقاً بأصليات الوجود الإنسانى، والمهمة الاستخلافية المنوطة بالإنسان على صفحات أمكنة وأزمة كتاب العالم ورواية "الحضور الواحد/الكثير فى مطلق الدهر".. ويعيد "يحيى" التواصل ومحاورة الروح والعقلية الغربية بحكمة القرآن الكريم وقيم المحبة والإيمان.

يتفرد المنهج الحوارى والتواصلى الذى صاغه ويسير عليه المفكر التركى المسلم لظاهرة الإنسانية
الناظمة لأفراد الأسرة العالمية فى سلك من الواحدية النهائية المعنية بالحث والتأكيد على عائلية جامعة لصنوف الأمم والبشر مهما تباعدت اللغات والملل والنحل، وفى ذلك فهو أعدى أعداء "الداروينية" نكران الخلق والميعاد- والصهيونية والماسونية.

لا يجد هارون يحيى صعوبة أو مشقة تمنعه من التسرب إلى جذر العقل الثقافى الغربى فى بنيته الفلسفية.. مجتهداً- باقتدار وتمكن- فى محاكمة واحدة من أهم وأصعب وأخطر النظريات الفلسفية التى شكلت، وأعادت تشكيل العقل الأوروبى والغربى مراراً بطريقة أوصلته والحضارة المادية المعاصرة إلى خصومة مع مسلمات وأصليات كبرى للوجود والإنسان والمصير.

تحمّل "يحيى" وهو خريج الفنون الجميلة من جامعة "المعمار سنان" فى تركيا- مهمة التصدى الحازم لمفاسد وحيل وسحر "الداروينية" أو نظرية "النشوء والارتقاء" لعالم الأحياء الإنجليزى "تشارلز داروين" "1809ــ 1882"، الذى ضمن نظريته الأشهر والأخطر فى كتابيه الشهيرين "أصل الأنواع، وسلالة الإنسان".

اعتماداً على نقد وتعرية وتقويض نظرية التطور الطبيعى تلك. تسرب هارون يحيى شيئاً فشيئاً بسلاسة وحكمة وحنكة روحية مقتدرة إلى المجتمع الثقافى والأوساط المعرفية والفلسفية والشعبية فى قارتى أوروبا وأمريكا، وصار يحظى بصيت وسمعة كمفكر وفيلسوف مسلم يقدم نموذجًا فارقاً لحضارة إسلامية تخاطب العالم بالحب والإيمان. ويفعل ذلك من خلال مؤلفات أصيلة جاوز عددها 190 كتاباً مترجماً إلى أكثر من 14 لغة حية فى العالم.

أمين الوائلى

ameen101@maktoob.com

■ المحرر: أتمنى أن يطلع شبابنا على كتابات هذا المفكر الكبير من خلال موقعه الرائع على شبكة الإنترنت.. ويمعنوا الفكر فيما يطرحه من قضايا.