بدأ المستشار تامر الفرجاني، المحام العام الأول لنيابات أمن الدولة، الثلاثاء، مرافعته بتلاوة أية قرانية: «الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ».
وقال «الفرجاني» إن «هؤلاء المتهمين يبعثون الدعوات ويصتنعون العداوة والبغضاء وساعين في الأرض فاسدًا، يسدون الخيانة تحت نهج الخلافة ويقتحمون الفتن، وينشرون ظلمات التخلف والجهل، يتشادمون معا في الاندفاع والغلو فيما يدعون إليه، فيما يفكرون فيه، وهم في دفاعهم يستمكسون بألفاظ قد أخذوا بظواهره، ويعتقدون أنه دين مكدسا، ودفعتهم إلى العصيان فاستحوذ على نفوسهم ومداركهم وأراقوا الدماء».
وأضاف: «المتهمون مثل الخوارج استولت عليهم ألفاظ الإيمان والحكم إلا لله، فهم أباحوا الدماء وكانوا شر خلفا وسلف للفتنة، وقسموا الوطن وتعالوا عليه، فحسن البنا صدم وتجرع في الخلافة في 6 مارس عام 1924، وأنشا تلك الجماعة ودق في عروقها المزيد من السياسة والدين وسحر البسطاء».
وتابع: «هذه الجماعة فجرت حارة اليهود، ومحل بنزيوان، ومحلات جاردينوا بشارع محمد فريد، ومخزن شيكولا في حلمية الزيتون، وشركة إعلانات القاهرة، واغتيال حيكمدار القاهرة، بإلقاء قنبلة عليه من أعلى كلية الطب، وما يحدث الآن ليس بدعة، واستمرار لتاريخ العنف الأسود لتلك الجماعة الإرهابية باغتيال محمود فهمي النقراشي، رئيس وزارء مصر، ووصف بعام 1948 الأسود».
وأردف: «في عام 1949 حدثت الواقعة المعروفة بالسيارة الجيب، بنسف مقر محكمة الاستئناف التي نقل إليها أوراق ومعلومات تفصلية عن هذه الجماعة، إلى جانب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر».
وأشار ممثل النيابة إلى أن المحام محمود العيسوي، قال في أحد الصحف إن اغتيال الدكتور أحمد ماهر، نفذته الجماعة، وأن هذا الرجل عضوا لمكتب إرشادها، وكان شاهد من بيتها، موضحا أن سبب الاغتيال أن النظام الخاص للجماعة رأى أن ينتقم لـ«البنا» لسقوطه في انتخابات الإسماعلية؟
وأكد «الفرجاني» في مرافعته أنه لا شك أن الدور الذي لعبته تلك الجماعة أحدث تأثيرًا في فكرة استخدام العنف، مشيرا إلى أن العنف جزء من تكوين الجماعة الإرهابية منذ أن أنشأها حسن البنا، وتبلور في تنظيماتها الداخلية بدء من فرق الرحلات التي أقامها «البنا» في الإسماعلية، موضحا أنها فرق الجوالة ونظام الكتائب وصولا إلى النظام السري المسلح في عام 1949، مؤكدا أن هذه جماعة إرهابية تحرض الشباب مرددين عبارة انتظروا التعليمات، مضيفا، أن العنف المسلح لهذه الجماعة الإرهابية عبارة قالها «البنا» حين قال: «أليس فيكم أحد أن يخلصنا من أحمد الخذندار، وقتل الخذندار بغدر البنا بسبب إصداره حكما».
وأردف: «ترك سيد قطب القضية رقم 12 لسنة 1965، وأنه من قبيل المصادفة أن المتهم الأول في تلك القضية هو المتهم الثلاثين في هذه القضية وهو محمد بديع، مؤكداأانه فكر إرهابي مستحوذ على عقولهم، كما أن 50 عاما مضت شهدت على ذلك، مشيرا إلى أن «بديع» اعترف وقت ما كان معيدًا في كلية الطب البيطري أنه توجه في أغسطس عام 65 إلى الشرقية، وقام وأعضاء التنظيم على التدريب على السلاح والمصارعة واستعمال المفرقعات على يد على عشماوي، مشيرا إلى أنه مقتنع أنه في معركة مع مؤسسات الدولة منذ عام 65 وكارها للدولة وتحايل حتى تولي قيادة الجماعة حاملا أوزاه وتحقيق أحلام الضائعة في عام 65 إلى عام 2011، كما أنه كان ضمن 43 متهما في قضية اغتيال رئيس الجمهورية وقتها في القضية رقم 12 عام 65».