أثار قرار تعيين الدكتور إسماعيل سراج الدين مستشارًا ثقافيًّا للمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، جدلاً فى أوساط المثقفين، حيث شدد عدد منهم على رفضهم القرار، بينما أعلن الكاتب الروائى الدكتور يوسف زيدان اعتزاله العمل الثقافى فى مصر والوطن العربى، واعتذر عن عدم المشاركة فى الأسبوع الثقافى بالمغرب، الأسبوع المقبل، احتجاجاً على إسناد المنصب الجديد لـ«سراج الدين».
قال زيدان على صفحته بـ«فيس بوك»: «اعتباراً من هذه الليلة، سأتوقّف عن أى فعلٍ وتفاعلٍ ثقافىٍّ فى مصر والبلاد العربية، وسأنقطع عن الكتابة الأسبوعية فى الجرائد، وسأكفُّ عن جميع الاجتهادات التثقيفية والصالونات الثقافية والندوات واللقاءات الفكرية... ويتضمّن ذلك اعتذارى عن عدم سفرى إلى المغرب بعد غدٍ، لإقامة عدة أنشطة فكرية وثقافية فى الرباط، ولن أعود فى قرارى هذا، ما دام سراج الدين باقياً فى مكانه كمدير لمكتبة الإسكندرية» مستدركا: «بتعيين سراج الدين كمستشار ثقافى، فإنى قد تأكدت من أننى كنت حتى اليوم أحارب طواحين الهواء».
وشدد الروائى إبراهيم عبدالمجيد على ضرورة إلغاء وزارة الثقافة، مشيرا إلى أن تعيين مستشار ثقافى لرئيس الوزراء أمر ليس له أى اعتبار أو أهمية، مستدركا: «إدارة المنظومة الثقافية فى مصر تحتاج تغييرها بدون تدخل حكومى».
فى المقابل، قال الناقد شعبان يوسف إن تعيين سراج الدين مستشارا ثقافيا لرئيس الوزراء ليس غريبا أو شاذا عما هو قائم فى الفترة الحالية، مبديا اندهاشه من قرار «زيدان» اعتزال الحياة الثقافية، معتبرا إياه (أى القرار) غير حكيم، مبررا ذلك بأنه «لا يوجد كاتب يستطيع الابتعاد عن قلمه».
وأضاف «يوسف» أن «مكتبة الإسكندرية لها إنجازات مثلما كان عليها وقائع فساد جار التحقيق فيها، ولو كان قرار زيدان سياسيا، كان من الأولى الاعتراض على تعيين الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الحالى».
من جهته، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، إنه وافق على اختيار رئيس الوزراء له كمستشار للثقافة والعلوم والمتاحف؛ بهدف خدمة الوطن خلال الفترة المقبلة.
وأضاف «سراج الدين» لـ«المصرى اليوم»، عبر اتصال هاتفى من جنيف: «هذا المجال يتماشى مع طبيعة عملى فى مكتبة الإسكندرية، ولا تداخل ما بين هذا التكليف الجديد واختصاصات وزير الثقافة»، مستدركا: «لم ولن أفعل شيئا يخالف القانون، ودائما أنفذ ما يمليه علىَّ ضميرى بكل إخلاص، لذلك لا أجد داعيا لهجوم أحد على شخصى».