أنصار إسرائيل (بيت المقدس سابقاً)

الدكتور مصطفى النجار الإثنين 17-11-2014 21:16

يقولون إنهم أنصار بيت المقدس، ويقاتلون المصريين المرتدين، مدنيين وعسكريين. يقولون إن جيش مصر جيش الردّة، وعصاباتهم جيش الإيمان. يقولون إنهم يثأرون للمظلومين بقطع رقاب وإراقة دماء لأناس ليست لهم علاقة بمقاليد الحكم وصراعات السلطة، وإنما ذهبوا يؤدون واجباً وطنياً فى خدمة وطنهم وحمايته والرباط على ثغوره.

ينصرون الأقصى وفلسطين بقتل المصريين! يحاربون إسرائيل برغبتهم فى تدمير جيش مصر، الجيش الأول فى مواجهة الجيش الصهيونى على مدار حروب العرب مع إسرائيل، يتقربون إلى الله بتكفير الناس واستحلال دمائهم، يعلنون سيناء ولاية إسلامية تابعة لإرهابى موتور يعيث فساداً فى العراق وسوريا باسم أمير المؤمنين، وأفعاله وجرائم عصابته أبعد ما تكون عن الإيمان.

يعلنون الجهاد ضد شعب بأكمله ويجعلونه هدفاً لإجرامهم، يحسبون أن ما يفعلونه قربة إلى الله، يتعاطف معهم بعض المختلين بسبب موقفهم من السلطة الحاكمة، يعتقدون أن ما يحدث لجنود جيشهم فرصة للشماتة فى الحاكم الذى يحاربهم ويحاربونه، يعتقدون أن داعش وأخواتها تناصرهم، ولا يدرون أن هذه العصابات التكفيرية لها مشروع يهدف للسيطرة وتفكيك الأوطان ليحكمها مهووسون دينياً يقطعون بالسيف رقاب من لا يركع لهم، يعتقدون أن الدواعش يناصرون الشريعة ولا يحاولون أن ينظروا حولهم لما فعله الدواعش فى سوريا، التى لن تصبح دولة قبل سنوات طوال من الآن بسبب هؤلاء الجهاديين التكفيريين الذين أجهضوا الثورة السورية وجعلوا من السفاح بشار محارباً للإرهاب ومدافعاً عن الوطنية!

نحن معارضون لمسار السلطة الحالية فى مصر ونرفض كل الانتهاكات التى تحدث، ولكننا أبداً لن نتعامل مع جيش مصر على أنه جيش سوريا الطائفى، ولن نسمح لأحد بأن يتعامل مع الوطن بمبدأ (فش الغل)، وأن عدو عدوى صديقى! كلا وألف كلا، لنا عدوّان ستبقى عدواتهما دائمة؛ العدو الأول كل دعاة الاستبداد وذبح الديمقراطية، والثانى كل مهووس دينياً يفسر الدين على هواه ليدمر الوطن ويستعبد الناس، كلا الطرفين خصمان لنا وسنتصدى لهما دفاعاً عن الوطن ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا.

لن ننحاز لتكفيرى مجرم يتاجر بالدين ويقدم نفسه كمناضل، ولن ننحاز لاستبداد يحتكر الوطنية ويقمع الأحلام ويقدم نفسه كراع للوطنية المزيفة، نرفض الخيارين وننحاز فقط للوطن، طريقنا نعرفه جيداً ولن نحيد عنه، نتمسك بالسلمية مهما كان مسارها بطيئاً ومترهلاً وقاسى الثمن، ولكنه سيبقى أكثر الخيارات نفعاً للوطن وسيبقى الخيار الوحيد الذى يحفظ للوطن وللمجتمع تماسكه، لن يأخذنا أحد لحرب أهلية ولن نقبل أن يساوم أحد على حريتنا وكرامتنا مقابل أمننا، سنحصل على الأمن والحرية معا مهما طال الزمن.

لن ندمر الوطن ولن نسمح بتقسيمه بسبب عوار يلوث جبهته، سنصلح العوار بالسلمية والتمسك بالمبادئ والنضال لأجلها، لن نخضع لابتزاز أبواق إعلام مختل يقايض بين الحرية والأمن ويجعلنا نخسرهما معاً، لن نستجيب لابتزاز تكفيريين موتورين أو نتعاطف معهم. على كل وطنى شريف عاقل أن يضبط بوصلته، ولا تهتز رؤيته أو تتشوش.

لا التكفيريون يبنون وطناً، ولا الاستبداديون يصنعون مستقبلاً، مصر أولاً وستبقى رغم أنوفكم وحماقاتكم.

alnagaropinion@gmail.com