ذكرت مجلة «تايم» الأمريكية أنه تم تدمير 98 % من المواقع الدينية والتاريخية في المملكة العربية السعودية، منذ 1985 وحتى الآن، مضيفة أن النشطاء يتهمون الحكومة بتنفيذ حملة واسعة لتدمير المواقع الأثرية بغرض توسيع الحرم المكي.
وقالت المجلة، في تقريرها، الجمعة، إن الكعبة المشرفة وسط مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية هي أكثر الأماكن المقدسة للإسلام، مضيفة أنها كانت محاطة بأروقة أقيمت قبل نحو ثلاثة قرون من قبل العثمانيين، والعشرات من الأعمدة الرخامية المنحوتة، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن، ولكن في وقت سابق من نوفمبر، تمت إزالة الرواق والأعمدة وتحويلها إلى ركام، حيث قالت المجلة إن الخطوة جاءت من قبل الحكومة السعودية لتوسيع المسجد الحرام في مكة.
ولفتت المجلة إلى أن المشروع، الذي يبلغ تكلفته 21 مليار دولار، انطلق في 2011، لمواجهة تحديات استيعاب ملايين الحجاج الذين يزورون مكة المكرمة والمدينة المنورة سنويا، قائلة إن حوالي 2 مليون حاج يزور مكة خلال موسم الحج وحدهن لكن بعض النشطاء يتهمون الحكومة بإطلاق حملة تدمير واسعة لمحو المواقع التاريخية والدينية في جميع أنحاء المملكة.
وتابعت المجلة: «على مدى السنوات القليلة الماضية، تمت إزالة جميع المساجد والمواقع الرئيسية التي يعود تاريخها إلى زمن النبي محمد، وكذلك القصور التي تعود إلى العصر العثماني، والآبار القديمة والجسور الحجرية».
وأشارت المجلة إلى تقرير مؤسسة «أبحاث التراث الإسلامي» ومقرها لندن، الذي توصل إلى تدمير أكثر من 98٪ من المواقع التاريخية والدينية في المملكة منذ 1985، ويقول علي الأحمد، من معهد شؤون الخليج في واشنطن: «الأمر يبدو كما أنهم يريدون محو التاريخ».
ورأت المجلة أنه على الرغم من تاريخ الحكام السعوديين في تدمير المواقع التاريخية، فإن النشطاء يؤكدون أن وتيرة ونطاق الدمار في معدل مرتفع خلال الآونة الأخيرة.
وذكرت المجلة أنه قبل بضعة أشهر، تم تدمير منزل حمزة بن عبد المطلب، عم النبي محمد، لإفساح الطريق لفندق في مكة، وفقا لعرفان العلاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة «أبحاث التراث الإسلامي»، مشيرة إلى تهديدات شائعة أخرى تحيط بقبر النبي محمد في المدينة المنورة، ومسقط رأسه في مكة المكرمة.
وأوضحت المجلة عدم استجابة المسؤولين السعوديين لطلبات المقابلة بغرض التعليق على الأمر، ولكنها أكدت سابقا أن مشروع التوسعة ضرورية لتلبية العدد المتزايد من الحجاج إلى المملكة العربية السعودية، المتوقع وصوله إلى 17 مليون بحلول 2025.