طالب مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، الشباب بتفهم المعطيات الراهنة التي تمر بها مصر، وأن يفحص ويدرس فيما يعرض عليه من أفكار حتى لا يكون ضحية للكثير من الأفكار المتطرفة والتكفيرية التي ينادي بها البعض، مشيرًا إلى وجود صحيح الدين في القرآن الكريم والسنة النبوية، فهما الأصل، ويمكن للشباب أن يستخلص منهما التنظيم لكل العلاقات بين أفراد المجتمع، مع عدم المغالاة في الدين، وضرورة التعمير والإسكان في الأرض بتزكية النفس، وسيادة المبادئ المغروسة في المجتمع.
وشدد، خلال ملتقى (العودة للجذور)، الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة، مساء الأحد، بحضور الوزير خالد عبدالعزيز، ومشاركة شباب وفتيات مصر من مختلف المحافظات ولفيف من قيادات الوزارة، ودار الإفتاء المصرية، على حتمية العودة للجذور الأساسية لصحيح الدين الإسلامي الذي جاء ليجفف منابع الرق والاستعباد، مؤكدا على حرمه الدم والنفس والعرض والدين، وأوضح أن الإسلام لا يمكن أن يتنصل من العلاقة الحتمية بين الشباب والفتيات في المجتمع الواحد، شريطة أن تكون هنالك عدة ضوابط وقواعد تحكم هذه العلاقة.
وأدان ما تقوم به الجماعات الإرهابية التي تسيء للقرآن الكريم وتخرج بعض الآيات عن معناها الحقيقي وتوجهها لما تريد من أفكار خاطئة لتبرير ما يقومون به والإيهام بشرعيته، مطالبا الباحث بالقرآن بالاهتمام بالتفسير الصحيح القائم على المنهج من القرآن والسنة.
وأشار «علام» إلى أن هذه الجماعات تقع في مشكلة عويصة في فهم الدين، لأن القرآن والسنة هما الأصل والتعامل معهما لا يؤخذ إلا بطريق العلماء المتخصصين للحصول على التفسير الصحيح للنصوص، مؤكدًا أن مجالسة العلماء لمدة شهر واحد يغني عن القراءة لمدة سنة كاملة.
وردًا على أسئلة الشباب حول الرق في الدين الإسلامى، أكد المفتي أن عادة الرق كانت متغلغلة في النفس عندما ظهر الإسلام، وتعد جزءًا من البناء الاجتماعي، مشيرا إلى أن الإسلام حرر الناس من العبودية.
وحول اللجوء إلى الانتحار، أشار المفتى إلى أن ذلك يمثل اليأس من رحمة الله ومن يصل لتلك المرحلة اعتدى على قضاء الله، مؤكدا أنه لا يوجد شىء اسمه انتحار في الإسلام، وأن النظام التربوي الإسلامي يمنع تمامًا وصول الإنسان لمرحلة الانتحار، وأن السبب الأول في الوصول لمرحلة الانتحار هو الخواء الروحي بالمجتمعات الأكثر احتضانًا لهذه الحالات.
وشدد المفتى على حرمة دماء المسلمين مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل فيه: (إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا)، وكذلك قول الرسول وهو يخاطب الكعبة (دم المؤمن أشد حرمة منكِ).