«عقدة فيرمونت»!

محمد أمين الأحد 16-11-2014 21:18

لو أن مركز بصيرة استطلع رأيى، لكنت أحد الذين وافقوا على أداء الرئيس السيسى.. وربما زادت النسبة إلى 90%.. ولو أنه سألنى لكنت ممن ينتخبون الرئيس غداً.. ولو استطلع رأيى لكنت ممن يرون أداء رئيس الوزراء جيداً جداً.. لكنه لم يسألنى، ولم يعد يرسل لى نتائج استطلاعاته.. ربما لتغيير الإيميل.. بصيرة أهم المراكز البحثية الآن.. أعطى المؤشرات على سقوط مرسى قبل 30 يونيو فسقط!

السطور السابقة مهمة للغاية.. آثرت تسجيلها كى أقول ما عندى دون حساسيات.. فلا يعنى تأييدى للرئيس ألا أنصحه.. ولا يعنى تأييدى للرئيس أن أوافقه على طول الخط.. ولا يعنى تأييدى ألا أعارضه.. فى مقال أمس عن «الدائرة الضيقة» حول الرئيس، غضب البعض وصفق كثيرون.. هؤلاء الغاضبون قراء أعتز بهم.. يمارسون على الكاتب أحياناً ديكتاتورية بغيضة.. يرون ما قلناه مجرد «ولولة»!

ما يقوله الغاضبون على العين والراس.. أعرف أنهم يؤيدون الرئيس بغير حساب، لظروف الإرهاب.. حتى الذين يحتجون على أداء الرئيس لا يحتجون عليه فى المطلق.. هؤلاء يريدونه أكثر عنفاً وأشد بأساً على الجماعة الإرهابية.. اتفقنا.. مع ذلك للأسف يريدون أن تخرس كل الألسنة التى تقدم نصيحة.. يتهمون أصحابها بالخيانة والعمالة.. هذه الأوصاف لا تبنى وطناً بأى معيار!

أتصور أن تراجع نسبة تأييد رئيس الوزراء إبراهيم محلب سببها لا يعود إلى شخص الرجل، وإنما إلى بعض وزرائه ومحافظيه.. فلم يحدث أن قام رئيس وزراء بمئات الجولات الميدانية فى شهور.. تسألنى: وهل هذا هو شغل رئيس الوزراء؟.. الإجابة لأ.. ولكن ماذا يفعل الرجل؟.. هل يقعد فى مكتبه؟.. هل يكتفى بالتمثيل المشرف؟.. الإجابة لأ.. إذن عاوزين شوية اعتدال لله.. فمن الحب ما قتل(!)

حين تحدثت عن «الدائرة الضيقة».. كتبت على المتغطى بعض الأسماء.. لم أختص أحمد جمال الدين وحده.. الرسالة الأساسية للمقال هى توسيع قاعدة المشاركة.. هى توسيع الدائرة الضيقة، لتشمل بعض الشباب.. من مصلحة مصر أن يكون هناك شباب فى مراكز صنع القرار، أو مراكز تنفيذه.. خطر أن يهرب الشباب أو يتقوقع أو ينزوى.. أو يهاجر.. خطر ألا يكون هناك ممثلون له فى البرلمان القادم!

هل يعقل أن تقف مصر عند «دائرة ضيقة» حول الرئيس؟.. هل تتوقف عند بعض الأسماء فقط دون تجديد؟.. ما لكم كيف تحكمون؟.. لابد من وجود شباب فى الوزارات والمحافظات.. لابد من تجهيز صف ثان.. نجاح الرئيس فى تقديم فريق يحكم مصر، بعد ثمانى سنوات.. عندما قلنا ذلك، قالوا اطلع من البلد؟.. لماذا يسارع الناس بالاتهامات؟.. لماذا نتكلم عن النخبة، كأنها كلها من جماعة «فيرمونت»؟!

عندنا عقدة اسمها «عقدة فيرمونت».. مصر ينبغى أن تتعافى.. خلاص سقط مرسى، وسقطت الجماعة، وانزوت «نخبة فيرمونت».. ارحموا أنفسكم.. اتركوا الناس تتكلم لله وللوطن.. لا ينبغى تكميم الأفواه.. أفسحوا المجال لكلمة حق.. دعونا نقولها بإخلاص للرئيس.. فلا خير فينا إن لم نقلها!