لم نخسر المباراة فقط

ياسر أيوب الأحد 16-11-2014 21:22

أمام أبواب استاد القاهرة وأسواره العالية.. اكتشفت أن الأوراق والدعوات والتذاكر التى أحملها معى لا قيمة لها على الإطلاق.. ووقفت ومعى الوفد الدبلوماسى رفيع المستوى عاجزا عن دخول استاد القاهرة قبل مباراتنا مع السنغال أمس الأول.. جون كاسون السفير البريطانى فى القاهرة ومعه ستيفن هيكى، نائب السفير البريطانى، وجون هاملتون، القنصل البريطانى، وأيضا نيكولاس كاسيان، نائب السفير الفرنسى فى القاهرة.. فقد كانوا يرغبون فى رؤية المباراة فى الاستاد فى الملعب وسط الناس.. ولم يتأخر اتحاد الكرة بكل مسؤوليه فى منحى الدعوات والتذاكر اللازمة لهذا الأمر.. إلا أن رجال الأمن لم يلتفت أحد منهم لما أحمله من دعوات.. واتضح أن الأمر سيعتمد على من أعرفهم أو يعرفوننى من رجال الأمن ومسؤولى الاستاد..

وقد نجحت والحمد لله فى أن أدخل السفير البريطانى برفقة الصديق إبراهيم محلب، رئيس الحكومة.. أما نائب السفير الفرنسى فقد نجحت فى إدخاله مع الصديق منير فخرى عبدالنور.. وبقيت واقفا أمام الباب مع نائب السفير والقنصل البريطانى حتى نجحنا فى اجتياز الباب بقوة الدفع وهجوم الناس الذى فتح الباب بعد أن بدأت المباراة بالفعل.. إلا أنه كان من المستحيل إدخال هؤلاء الدبلوماسيين للمقصورة الرئيسية واستجاب لى رجال أمن كبار فسمحوا بدخول الدبلوماسيين أحد الصالونات الملحقة بالمقصورة لكنه للأسف لا يطل على الملعب..

وأخيرا وافق اللواء على درويش، رئيس هيئة الاستاد، على فتح إحدى الكبائن الزجاجية أعلى المدرجات «ليجلس فيها ضيوفى»، كما قال رئيس الهيئة، ولكنهم فى الحقيقة كانوا ضيوف مصر.. وبعد قليل طلب السفير البريطانى ونائب السفير الفرنسى مشاهدة المباراة وسط الناس فأخذتهم إلى الدرجة الأولى وشاهدوا بقية المباراة وقوفا وهم يحملون أعلام مصر بمنتهى الحب والاحترام لمصر.. وقفوا كثيرا يتمنون فوز مصر وينفعلون مع كل لعبة كأى جماهير مصرية عاشقة للكرة حالمة بفرحة الانتصار.. وقبل دقائق قليلة من صافرة النهاية طلبت منهم الانصراف خوفا مما قد يحدث من فوضى واضطراب.. وانصرفت معهم وداخلى أسئلة كثيرة: لماذا لانزال عاجزين عن تنظيم مجرد مباراة لكرة القدم أو أى شىء آخر.. والعجز هنا ليس سببه الأمن وحده إنما هم أيضا كل هؤلاء الذين يأتون للاستاد او لأى مكان وحدث آخر، تسبقهم ثقافة مصرية، خاصة أن الأولوية للحاضرين مبكرا سواء كانوا يحملون تذاكر أو لا..

كما أنه ليس باستطاعتى لوم الأمن الذى لم يسمح بدخول دبلوماسيين يحملون دعوات وتذاكر بعدما شاهدت رئيس الحكومة نفسه يدخل الاستاد بعد وقت طويل وتدافع وارتباك مخجل للجميع.. وكنت أتمنى النجاح فى مهمتى وأن يرى الإعلام البريطانى سفير بلاده فى استاد القاهرة وتخيلت أن الصورة التى سينقلها الإعلام البريطانى أو الفرنسى أهم وأبقى وأجدى من أى إعلان عن الأمان والنظام والاحترام.. لكن من الواضح أننا لا نستحق إلا ما نحن فيه وعليه بالفعل.. وأعتذر الآن من جديد لكل من كانوا معى، فمن الواضح أننا لا نجيد إلا ممارسة الفوضى فى كل شىء.