كشفت مصادر مسؤولة بوزارة الداخلية أن اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أمر بتشكيل فريق بحثى على أعلى مستوى من الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بالوزارة، وضباط بقطاعى الأمن العام والأمن الوطنى، لتحديد مكان رفع فيديو من جانب جماعة «أنصار بيت المقدس»، عن الهجوم الإرهابى فى شمال سيناء، الذى تعرض له كمين «كرم القواديس»، وتحديد هوية الأشخاص الذين ظهروا فى الفيديو.
وقالت المصادر، رفيعة المستوى، فى تصريحات خاصة، إن «اللقطات التى تضمنها الفيديو، الذى تم بثه ومدته 29 دقيقة و30 ثانية، تضم تجميعة من الحوادث الإرهابية التى شهدتها البلاد فى سيناء ومطروح ومحافظات أخرى، وقوات الشرطة والجيش تمكنت من القضاء على بعض هذه العناصر فى عملية جبل الجلالة فى محافظة السويس».
وأضافت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها، أن «رجال المعلومات والتوثيق وضباط قطاعى الأمن الوطنى والعام تسلموا الفيديو ويقومون على تحليل مضمون هذه اللقطات، حيث أظهر الفحص أن الفيديوهات تم تصويرها فى توقيتات مختلفة، وفى أماكن مختلفة، إلا أنها صورت بأجهزة تصوير عالية الجودة، ومن زوايا مختلفة، خاصة فى الهجوم على كمين (كرم القواديس)، الذى تم تصويره من زاويتين، والأجهزة المختصة بالتنسيق مع عناصر المخابرات الحربية يفحصون مكان رفع هذه الفيديوهات».
وتابعت المصادر أن «6 جهات مسؤولة بوزارتى الداخلية والدفاع، هى: المساعدات الفنية والمعلومات والتوثيق وقطاع الأمن الوطنى وقطاع الأمن العام وإدارة المباحث الجنائية بوزارة الداخلية وجهاز المخابرات الحربية بوزارة الدفاع، تعمل بكل جهدها لتحديد مكان رفع الفيديو، وأول رابط (لينك) تم وضع الفيديو عليه عن طريق موقع (google)، وهناك إجراءات سيتم اتخاذها عقب تحديد مكان الرفع، وما إذا كان داخل مصر سيتم التعامل معه وضبطه وضبط الجهاز المستخدم فى عملية الرفع، وفى حالة رفعه من خارج البلاد سيتم إخطار (الإنتربول) لتعقب الجناة».
وقالت المصادر إن «جهاز المساعدات الفنية داخل وزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطنى يعكف على مضاهاة بعض الصور والفيديوهات، خاصة أن بعض المتهمين الذين ظهروا بوجههم فى الفيديوهات كان قد تم قتلهم فى عمليات أمنية شاركت فيها القوات المسلحة والشرطة، وكان أحدثها تصفية 8 منهم فى جبل الجلالة بالسويس، وتأكد من الفحص أن الأجهزة الأمنية قتلت أحد الجناة، الذى ظهر فى الفيديو وهو يقوم بإشعال النيران فى سيارة الضابط طارق سامح مباشر، بعد قتله فى مطروح، والمتهم قتل فى عملية جبل الجلالة الأخيرة».
وأضافت المصادر أن «أجهزة الأمن تفحص موقع الجماعة على (تويتر) وفى مواقع أخرى على الإنترنت، التى بدأت بث تسجيل مصور، أعلنت فيه مسؤوليتها عن الهجوم على كمين (كرم القواديس)، فى شمال سيناء الشهر الماضى، الذى أودى بحياة 31 عسكريا، والذى أظهر التسجيل لحظة تفجير الكمين بواسطة سيارة ملغومة، ثم قيام مسلحين بمهاجمة الجنود الذين نجوا من التفجير وقتلهم بدم بارد، والاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر النوعية التى كانت موجودة فى الموقع». وأشارت المصادر إلى أن «أجهزة الأمن تفحص المسميات الجديدة فى البيان الأخير، بعد مقارنته ببيانات سابقة مثل (صولة الأنصار)، و(ولاية سيناء)، و(نحن الأنصار)، و(كلمة الحق)، وكذلك بعض الأرقام التى ظهرت على الدبابات التى تم حرقها للتأكد من أنها خاصة بكمين كرم القواديس، كما أن هناك حالة من الاستنفار الشديد، فى صفوف القوات المسلحة عقب ظهور هذا الفيديو، خاصة أن أحد المتحدثين فى الفيديو حمّل الرئيس عبدالفتاح السيسى مسؤولية ما يحدث، وتوعد الجيش المصرى بالمزيد من الهجمات». وتابعت المصادر: «إعلان هذا الفيديو المجمع لعدد من الحوادث الإرهابية، التى تم تنفيذها من قبل، هو رد فعل من هذه الجماعات على ما يحدث من إخلاء الشريط الحدودى فى سيناء، رغم أن هناك شكوكا فى مصداقيته، خاصة أنه جاء بعد 21 يوما من وقوع الحادث الإرهابى»، مشيرا إلى أنه «من المحتمل أن يكون صحيحا، وربما يكون هدفه التضليل، باعتباره جزءا من حرب إعلامية مضللة من هذه الجماعات التكفيرية».
كان الهجوم الذى تعرض له كمين «كرم القواديس» وقع يوم 24 أكتوبر الماضى، مستهدفا نقطة التفتيش العسكرية فى منطقة كرم القواديس قرب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، وكانت جماعة أنصار بيت المقدس أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الحوادث الإرهابية.