رحب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، بتصريحات رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، والرئيس الإيراني الأسبق، هاشمي رفسنجاني، والتي انتقد فيها شتمَ الشيعة لصحابة الرسول محمد عليه السلام.
ووصف القرضاوي في بيان، السبت، تصريحات رفسنجاني بأنها «مفاجئة ومتأخرة»، إلا أنه قال: «نشكره على هذا القول الحر الشجاع».
ودعا القرضاوي، رفسنجاني، لترجمة ما ورد في تصريحاته «أفعالا لا أقوالا»، عبر التخلي عن «ممارسات إيرانية شيعية ضد إخوانهم المسلمين السنة»، وطالب رجال الدين الشيعة «بتحريمها» والدولة الإيرانية «بتجريمها».
وأشار إلى أن من بين هذه الممارسات «قتل السنة على الهوية في العراق، ومساندة النظام الغارق في دماء السوريين، ومحاولات تشييع المسلمين السنة في سائر البلاد».
وانتقد القرضاوي كذلك: «تعظيم قبر أبي لؤلؤة المجوسي، قاتل الصحابي عمر بن الخطاب، وعدم إقامة مسجد واحد للسنة في طهران، والتضييق على المسلمين السنة في إيران»، أيضا تضمنت تلك الممارسات «محاولة نشر المذهب الشيعي في البلاد والمجتمعات السنية، وإضعاف السنة في العراق، ومقاتلتهم في سوريا بجانب النظام الطائفي المستبد القاتل، نظام بشار الأسد»، حسب البيان.
وقال القرضاوي إنه سبق أن «دعونا إخواننا الشيعة منذ سنوات إلى ما انتبه إليه السيد رفسنجاني، وصغنا ذلك في مبادئ عشرة للتقريب بين الفرق الإسلامية».
وتابع أن «الإسلام فوق المذاهب كما أن الأمة فوق الطوائف»، مشيرا إلى أنه لهذا الغرض زار طهران في الولاية الثانية للرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، وأنه أكد هذه المعاني، في كل لقاءاته بطهران والمدن المختلفة. كما بين أنه لتحقيق الغرض نفسه التقريب، أرسل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفودا، وشارك في مؤتمرات وندوات وجلسات للتقريب بين الفرق الإسلامية.
وقال «انتظرنا أن نرى من إخواننا في إيران أفعالا على الأرض، تؤكد صدق توجههم للتقريب فعلا لا قولا، فلم نجد إلا كلمات المجاملة في مؤتمرات التقريب، وفرق القتل للسنة على الهوية في العراق، ومساندة النظام الغارق في دماء السوريين، ومحاولات تشييع المسلمين السنة في سائر البلاد».
وأضاف القرضاوي أنه سبق أن طالب «بتحريم هذه الممارسات تحريما صريحا بل ما الذي يمنع إيران الدولة من تجريم هذه الممارسات، وعقدنا مع الرئيس رفسنجاني نفسه لقاء تليفزيونيا شهيرا، لنعلن فيه على الملأ ما يجب علينا كعلماء مسلمين أن نعلنه، سنة وشيعة معا، لكن غلب على السيد رفسنجاني وعلى علماء إيران الانتماء للقومية على الانتماء للدين».
وأردف قائلا: «أما وإذ وصل رفسنجاني ومن معه إلى هذه القناعة، فإننا ننتظر منهم واقعا لا خيالا، وأفعالا لا أقوالا، حول هذه القضايا».
وتابع: «كما نريد أن نسمع منه ومن غيره دعوة صريحة لانسحاب الإيرانيين والعراقيين الشيعة من سوريا، كفاهم قتلا لمن خرج يطالب بحريته، مثلما طالب بها الإيرانيون من قبل».
وكان رفسنجاني انتقد شتمَ الشيعة لصحابة الرسول محمد عليه السلام، والاحتفال بمقتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، مشيرا أن «ذلك قاد إلى نشوء تنظيمي (القاعدة) و(داعش)».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، «إرنا»، عن رفسنجاني، في 10 نوفمبر الجاري، قوله : «حذرَنا القرآن الكريم في الآية (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، لكننا لم نعر ذلك أي اهتمام، وتمسكنا بالخلافات السنية الشيعية، وبشتم الصحابة، والاحتفال بيوم مقتل عمر، حتى باتت هذه الأعمال عادية للكثيرين، واعتبر البعض أداءها جزءاً من العبادة».
وأضاف رفسنجاني أن «نتيجة الأعمال المثيرة للفرقة بين المسلمين؛ كانت الوصول الی (القاعدة)، و(داعش)، و(طالبان)، وأمثال هذه الجماعات».
الجدير بالذكر أن بعض المؤرخين الشيعة، يذهب إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب، تسبب في مقتل فاطمة الزهراء، بنت الرسول محمد، عندما اقتحم بيتها فتسبب بكسر ضلعها، حيث كانت خلف الباب، إلا أن المرجع الشيعي اللبناني، محمد حسين فضل الله، قد أنكر هذه الرواية وضعفها، ووافقه في ذلك عدد من الأكاديميين الشيعة.