كشفت صحيفة «النهار» اللبنانية عن أن لديها معلومات بأن وحدات من «حزب الله» تعمل في البقاعين الشمالي والغربي بشرق لبنان، على «تجنيد» شبان مسيحيين ودروز ومسلمين سنة، وتعرض عليهم التدريب والتسليح لمواجهة خطر «داعش» وأخواتها تحت شعار «مصيرنا واحد وعلينا التصدي معا».
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التجنيد يتم من خلال ما يعرف باسم «سرايا المقاومة» وهي ميلشيات تابعة للحزب تضم غير الشيعة، كما أن الحرس الثوري يقوم بعمليات تجنيد مماثلة بسوريا براتب كبير وبراتب أقل لمن ينضم لحزب الله أو للحزب السوري القومي الاجتماعي لمن يجد الهوية المذهبية الشيعية لحزب الله عائقا أمام الانضمام.
وقالت إن «القادمين إلى لبنان يروون عن عشرات الحالات من أقاربهم يحاربون البطالة ويدافعون عن وجودهم برواتب شهرية تتراوح بين 1500 و2500 دولار».
وأشارت معلومات الصحيفة إلى أن «حزب الله» في لبنان لم يدفع حتى الآن بمقاتلي «سرايا المقاومة» إلى سوريا، بل يكتفي بمقاتليه، في حين تقتصر المهمة الحالية لأعضاء السرايا على رصد الانتهاكات الإسرائيلية والاستعداد لمواجهة أي إنزال أو حرب مقبلة، كذلك الاستعداد لمواجهة أية مجموعات أصولية يمكن أن تتحرك في الداخل اللبناني، ولاحقا أي هجوم على هذا الداخل.
ولفت مصدر في البقاع الشمالي لـ«النهار» إلى أن عددا من الشبان المسيحيين طلبوا التطوع في السرايا نظرا إلى أوضاعهم غير المستقرة أمنيا ومعيشيا، وهؤلاء في معظمهم ينتمون إلى تنظيمات وتيارات قريبة أو متحالفة مع «حزب الله»، في حين أن آخرين ذوي توجهات سياسية مختلفة أبدوا مرونة حيال الأمر في الفترة الأخيرة بعدما ازداد خوفهم على المصير في ظل تصاعد خطر داعش.
من جانبه، قال القائد الأعلى لسرايا المقاومة، الذي لم يفصح عن اسمه، في حديث لصحيفة «النهار» إن «طلبات الانتساب إلى السرايا تعد بالآلاف من كل الطوائف والمذاهب»، مؤكدا أن أكثر الطلبات تعود إلى شباب مسيحيين، موضحا أن مجموعات دير الأحمر ورأس بعلبك بالبقاع في السرايا مسيحية محض، من العناصر إلى القيادات، وهم بالمئات، مضيفا أن «المعركة مع التكفيريين لا يمكن أن تنحصر بطرف لبناني واحد بل هي مفروضة علينا جميعا».
وشدد على التنسيق التام مع كل الأجهزة الأمنية ومع الجيش اللبناني خصوصا.. مشيرا إلى أن العمل العسكري للسرايا يأخذ طابعا سريا لحماية جسم السرايا وهيكلتها من أي اختراق ولحماية كوادرها وعناصرها.
واعترف القائد بالمشاركة الفعلية في معركة عبرا ضد الشيخ السلفي أحمد الأسير وأتباعه الصيف قبل الماضي، مشيرا إلى أن عناصر من السرايا تحركوا عند بدء المعارك بدون توجيهات القيادة لإسعاف عناصر الجيش اللبناني، وتمكنوا من سحب خمسة شهداء للجيش وأحد عشر جريحا إثر كمين تعرضوا له.
وقال إنه «نظرا إلى التنسيق العالي بين السرايا والجيش وواقع الأمر في صيدا، انتشر عدد كبير من عناصر السرايا في صيدا القديمة للتحذير من أي عمل قد تقوم به المجموعات السلفية من داخل مخيم عين الحلوة، وأمنوا مناطق صيدا القديمة»، لافتا إلى أن السرايا اشتبكت مع مجموعة مؤيدة للإرهابي الفار أحمد الأسير لدى خروجها من المخيم لمهاجمة الجيش اللبناني وتمكنت من صدها.
وشدد القائد على أن «اليد كانت على الزناد خلال معركة عرسال، والعناصر كانوا في أعلى درجات الجهوزية، لكن الأمر لم يتطلب التدخل، فأفواج الجيش الخاصة لم تكن في حاجة إلى المساعدة»، مضيفا أن «العين كانت على العدو الإرهابي ولم تزل وقمنا بمراقبة مسرح العمليات عن كثب، وأي هجوم على المناطق اللبنانية الحدودية سيواجهه أبناء السرايا المنتشرون في كل القرى والبلدات».
وأضاف أن «حزب الله» يعمل على نشر الفكر المقاوم وتعزيزه في كل المناطق مع الحفاظ على خصوصيات كل نسيج اجتماعي، مشيرا إلى أن النائب فادي الأعور عضو تكتل «التغيير والإصلاح» الذي يتزعمه العماد ميشال عون كان قائدا في السرايا، وشارك في العمل العسكري ضد الاحتلال.