أكد جلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة أن المجلس والمؤسسات الصحفية القومية تتعامل مع الصعوبات التي تواجهها انطلاقا من مقولة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي «أننا لن نسمح بهدم المؤسسات الصحفية القومية».
وأضاف «عارف»، خلال اجتماع المجلس الأعلى للصحافة ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية ووكالة أنباء الشرق الأوسط، مساء الثلاثاء، أن الصحافة القومية تعاني من مشاكل موروثة منذ أكثر من 30 عاما بسبب سوء الإدارة لكنها تمتلك في نفس الوقت أصولا تصل إلى 150 مليار جنيه، ولا تحتاج إلا لدعم يصل إلى 2 مليار جنيه لكي يتم استثمار هذه الأصول بشكل جيد.
وأكد عارف أن هذه الأصول قادرة على النهوض بهذه المؤسسات القومية بشرط أن يتم استثمارها وليس بهدف تسوية ديونها التي ورثها رؤساء مؤسسات الصحف القومية منذ سنوات طويلة.
وشدد جلال عارف على أن رؤساء المؤسسات الصحفية القومية يقومون حاليا بعمليات إعادة هيكلة ناجحة تقوم على الشفافية في الإدارة وطهارة اليد ووقف التعيينات.
وحذر من أن هناك من يعمل على عرقلة جهود إصلاح المؤسسات الصحفية القومية بهدف الاستيلاء عليها بأرخص الأثمان.
أما ضياء رشوان نقيب الصحفيين، فقد اقترح ارسال مذكرة للرئيس عبدالفتاح السيسي تتضمن مطالب الصحف القومية في ضوء الالتزامات المنصوص عليها في الدستور بشأن هذه الصحف.
وقال رشوان إنه على الرغم من أن الدستور لا يوجد به مادة حول القطاع العام، لكن هناك ثلاثة نصوص تنص على ملكية الدولة لوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة.
وأعرب عن يقينه بأن رئيس الجمهورية سيبادر بالتحرك لتدعيم المؤسسات القومية لأنه حريص على الالتزام بالدستور.
وطالب بضخ تمويل مالي عاجل للنهوض بالصحافة القومية قدره 700 مليون جنيه، وحذر من أن أوضاع المؤسسات الصحفية سيئة وتقترب من النهاية.
ومن جانبه شدد علاء حيدر رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، على ضرورة تسهيل مهمة المؤسسات الصحفية القومية لاستثمار أصولها.
وأكد أن رؤساء المؤسسات الصحفية القومية يقومون حاليا بإصلاحات جوهرية تقوم على الشفافية في الإدارة وطهارة اليد وخفض النفقات ووقف التعيينات إلا في أضيق الحدود بعد الخضوع لاختبارات نزيهة في القدرات الصحفية وإجادة اللغات الأجنبية.
ومن جانبه، أشار أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إلى أنه على الحكومة أن تدرك العنصر التنويري الذي تقوم به المؤسسات الصحفية القومية، مشددا على أن هذا الدور التنويري يعد عاملا لا يمكن الاستغناء عنه لأي دولة تريد تحقيق النهوض والتقدم.
وأوضح النجار أن الصحف القومية بحاجة لقروض طويلة الأجل بشروط ميسرة قدرها 2 مليار جنيه، بواقع 500 مليون جنيه للأهرام، و250 مليون جنيه لكل من الأخبار والجمهورية، على أن توزع المليار الباقية على صحف مثل دار الهلال وروز اليوسف ودار المعارف .
ومن جانبه، رفض ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة الأخبار، الحصول على أي قروض من البنوك، مطالبا الدولة بضرورة تدعيم المؤسسات القومية.
وطالب الدولة بضخ 2 مليار جنيه لدعم الصحف القومية لإخراجها من عثرتها، وتمكينها من استغلال أصولها.
وطالب ياسر رزق بعقد لقاء عاجل مع رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي من أجل مناقشة الحصول على دعم للصحف القومية بحضور الوزراء المعنيين.
وحذر من توقف الصحف القومية ورأى أن ذلك حال حدوثه سيكون بمثابة كارثة ستتوقف معها الصحف الخاصة التي تطبع صحفها في مطابع الصحف القومية.
وأكد رزق على أن الصحف القومية تلعب دورا مهما في تدعيم العلاقات مع إفريقيا، موضحا في هذا الصدد طلب إثيوبيا طباعة 90 مليون كتاب في مطابع الصحف القومية المصرية.
ومن جانبه طالب رئيس مجلس إدارة الجمهورية جلاء جاب الله، ضرورة تجميد كل الديون المستحقة على المؤسسات الصحفية القومية، وضخ أموال عاجلة لتدعيم هذه المؤسسات، ووضع خطة عاجلة لاستثمار أصول هذه الصحف بعيدا عن الحكومة.
أما صلاح عيسى الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، فقد طالب بضرورة وقف المستحقات المالية التي تتعرض لها المؤسسات القومية من قبل الضرائب والتأمينات.
وشدد على ضرورة قيام الحكومة بضخ 500 مليون جنيه بشكل عاجل لتدعيم المؤسسات الصحفية القومية.
ومن المقرر أن يصدر يوم غد بيانا يوضح فيه المجلس الأعلى والصحف القومية المطالب التي سيتم تقديمها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.