بينما كان العراق يحتفل أمس بإنهاء قوات الاحتلال الأمريكية انسحابها من مدنه وشوارعه، لقى نحو 30 شخصًا مصرعهم، وأصيب 56 بجروح، فى انفجار سيارة مفخخة فى سوق مدينة كركوك، شمال بغداد، ليكون هذا التفجير هو أول تحدٍ تواجهه القوات العراقية بعدما استعادت مسؤولية الأمن فى البلاد لأول مرة منذ عام 2003.
وكان العراقيون يحتفلون بانسحاب القوات الأمريكية، وسط مخاوف من اندلاع أعمال العنف الطائفية مجددا فى ظل المخاطر التى تواجهها قوات الجيش والشرطة الوطنية وعدم قدرتها على سد ثغرة الفراغ الأمنى.
واحتفل العراقيون بالحدث التاريخى الذى أطلقوا عليه يوم «السيادة الوطنية» و»العرس الوطنى»، ومنحت السلطات يوم أمس «إجازة» عامة للمواطنين والهيئات، وزينت الشوارع بالشعارات وأقيم العديد من الاحتفالات العسكرية والجماهيرية والرسمية التى أحياها كبار الفنانين العراقيين مع استعراضات لقوات الجيش والشرطة فى بغداد وكبرى المدن وزينوا مدرعاتهم وآلياتهم العسكرية بأعلام بلادهم احتفاء بانسحاب آخر مدرعة أمريكية من الشوارع منتصف ليل أمس تطبيقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين العام الماضى كخطوة أولى على طريق استعادة السيادة الكاملة مع انسحاب أخر جندى أمريكى من فوق التراب الوطنى العراقى بنهاية 2011.
ومع ترحيب العراقيين من ساسة ومواطنين بانسحاب القوات الأمريكية والعودة إلى قواعدها العسكرية وشكرهم لها على تخليص بلادهم من أيام صدام حسين ودورها فى تأمين بلادهم من مخاطر المسلحين وتنظيم القاعدة إلا أنهم يترقبون ويحذرون من إمكانية تدهور الأوضاع الأمنية واحتمال اندلاع مواجهات طائفية مجددا نتيجة العجز الذى سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية.