قال الرئيس القبرصي، نيكوس آناستاسيادس، إننا نتطلع إلى إجراء الانتخابات البرلمانية في مصر، ونحن على استعداد لتقديم المساعدة من أجل التنفيذ الناجح للمرحلة الثالثة والأخيرة من خارطة الطريق.
وأضاف «أناستاسيادس»، في حديث خاص بمناسبة زيارته الحالية إلى مصر، حيث يشارك في أعمال القمة الثلاثية المصرية القبرصية اليونانية، التي تعقد بالقاهرة، السبت، بينه وبين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني، أن قبرص تدرك أن التقدم السياسي المستدام لا يمكن تحقيقه إلا بالنمو الاقتصادي والاستقرار.
ولفت «أناستاسيادس» إلى أن بلاده داعم قوى للشعب المصري في كل المجالات السياسية والاقتصادية، التي ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا، وأثنى على الخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لدفع الاقتصاد المصري، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية وإعداد المشروع الطموح لحفر قناة السويس الجديدة، الذي ساهم فيه الشعب المصري بالفعل بحماس.
وأكد «آناستاسيادس» إيمانه المطلق بأن مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة، وتنسق مصر وقبرص جهودهما لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله.
وشدد على أنه لا ينبغي التسامح مع الإرهاب والوحشية التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» ومجموعات أخرى في المنطقة، مشيرا إلى أن التزام قبرص بمحاربة هؤلاء غير قابل للنقاش.
وأضاف «آناستاسيادس» أنه ينتهز الفرصة لكي يعبر عن خالص تعازيه لأسر جميع الضحايا الأبرياء، الذين راحوا خلال الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في مصر، مؤكدا أنه استنادا للعلاقات الودية طويلة الأمد التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ، فإن مصر وقبرص تتعاونان بشكل ثنائي وكذلك في سياق التعاون الثلاثي بين قبرص واليونان ومصر، وأيضا في الإطار متعدد الأطراف في الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية الأخرى من أجل تعزيز المصالح المشتركة، خاصة فيما يتعلق بإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وأشار «آناستاسيادس» في هذا الصدد إلى المشاورات السياسية بين قبرص واليونان ومصر، التي عقدت على المستوى الوزاري في نيقوسيا مؤخرا بمشاركة وزير الخارجية سامح شكري، مذكرا بأن البيان المشترك للاجتماع يؤكد أن التعاون الثلاثي يمكن أن يكون نموذجا للحوار والتعاون الإقليمي، وأن الآلية الثلاثية ليست موجهة ضد أي بلد آخر في المنطقة.
وأضاف «آناستاسيادس» أنه علاوة على ذلك فقد وقعت الدول الثلاث على مذكرة تفاهم ثلاثية الأطراف للتعاون في مجال السياحة، وتؤكد التزامنا بالعمل في كل المجالات المتاحة لتعزيز هذا التعاون، بما يعود بالنفع على شعوبنا، مشيرا إلى ما قامت به تركيا مؤخرا بعد دخول سفن تركية إلى المنطقة الاقتصادية القبرصية الخالصة حيث تجري أعمال تنقيب عن الغاز، مؤكدا أن هذا العمل يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
واعتبر «آناستاسيادس» أن هذا العمل يتعارض مع أهدافنا ورؤيتنا المشتركة لتحويل البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة للاستقرار والسلام والتعاون، مؤكدا أن التعاون مع مصر في اكتشافات الغاز بمنطقة البحر المتوسط يستند إلى القانون والمعاهدات الدولية، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي وقعت عليها الدولتان، بالإضافة إلى اتفاق ترسيم الحدود والاتفاق الإطاري بشأن تنمية الخزانات الحاملة للهيدروكربون عبر تقاطع خط المنتصف، التي تم التوقيع عليها ديسمبر الماضى خلال زيارة الرئيس القبرصى الأولى إلى مصر.
وأكد «آناستاسيادس» أن قبرص حريصة للغاية على التعاون مع مصر في قطاعات النفط والغاز، خاصة في ضوء الخبرة الطويلة التي تتمتع بها مصر في هذا المجال، ولتحقيق هذه الغاية يجتمع وزير الطاقة القبرصي مع وزير البترول المصري، وكذلك لجان الخبراء عدة مرات من أجل الوصول إلى التعاون الأمثل لمصلحة الشعبين، وشدد على أن اكتشافات الاحتياطيات المهمة للهيدروكربونات في شرق المتوسط يجب أن تكون حافزا لتعاون أوسع وتدعم التنمية الاقتصادية والتحول الديناميكي في منطقتنا.
كان الرئيس القبرصى قد وصل إلى القاهرة، مساء الجمعة، على رأس وفد رفيع المستوي، في زيارة تستغرق يومين، يشارك خلالها في القمة الثلاثية المصرية القبرصية اليونانية، التي تعقد في وقت لاحق اليوم وذلك لبحث سبل التعاون في كل المجالات، وما يخدم المصالح المشتركة، ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة الجريمة عبر الحدود.