«واشنطن بوست»: قصة «الدروي» تعكس «المسار المُدمر» لـ«الربيع العربي»

كتب: علا عبد الله ‏ الخميس 06-11-2014 17:48

اهتمت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، بقصة أحمد الدروي، الذي كان ضابطا للشرطة، وناشطا سياسيا في مصر، قبل أن يتحول إلى القتال مع تنظيم «داعش» ليلقى حتفه في العراق.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، الثلاثاء، إنه على الرغم من الصور التي تُظهر الدروي، مخيف الوجه ويرتدي ملابس سوداء، مطلقا لحيته ويحمل سلاحاً، قبل مقتله في إحدي المعارك بالعراق، فإنه كان شخصا مختلفا للغاية قبل انضمامه لـ«داعش»، مثل كثيرين من المسلحين الإسلامين.
وأضافت الصحيفة أن الدراوى (38 عاما)، كان أبا لطفلين، محبا للموضة وكرة القدم، وعندما كان في العشرينات من عمره، عمل ضابطا للشرطة ثم موظف تسويق بإحدى شركات الاتصالات.
وتابعت الصحيفة:«منذ ثورة يناير، تحول الدروي، الذي شارك في الثورة، من ناشط سياسي وحقوقى بارز إلى مقاتل شرس في تنظيم (داعش)». وأشارت الصحيفة إلى أن نبأ مقتله في العراق، الشهر الماضي، صدم أصدقاءه ورفاقه.
ورأت «واشنطن بوست»، أن تحول الدراوي، من الطامحين للترشح في البرلمان إلى جهادي مقاتل، سلط الضوء على عدد لا يحصى من الأسباب التي دفعت آلاف الشباب في المنظقة إلى حمل السلاح لصالح «واحد من أكثر التنظيمات رعبا في العالم».
واعتبرت الصحيفة أن قصة الدروي تعكس المسار المُدمر، الذي سلكه الربيع العربي، في السنوات الأخيرة، إذ بدأت بوعود تحقيق ثورة ديمقراطية وانتهي إلى فظائع وصراعات طائفية.
ونقلت الصحيفة عن كمال حبيب، الباحث في الشؤون الإسلامية، الذي شارك في تأسيس جماعة الجهاد الإسلامى، قوله إن عدم قدرة الحكومات العربية على «معالجة المشكلات الاجتماعية ومنح مواطنيهم شعورا بالهوية الوطنية في أعقاب ثورات الربيع العربى، دفع كثيرين من أمثال الدروى إلى تأييد (داعش)».
وأضاف حبيب، أن «(داعش)، الذي يُقدم تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية، أعطى المحرومين من حقوقهم أملا بالحصول على مجتمع عادل يستند على الأسس الإسلامية أكثر من المبادئ المدنية».
وتابع:«يعتقد هولاء الشباب أن (داعش) يمحنهم الاحترام الذي لا يحظون في دولهم، كما يمنحهم التنظيم والمكان،حيث يستطيعون أن يبحثوا عن معني لوجودهم، فضلا عن أنه يوفر لهم بديلا عن الدول الفاشلة التي يرونها الآن».


ورأت «واشنطن بوست» إنه «على الرغم من تبني الدروي قبل موته، هدف الجهاديين بتأسيس دولة إسلامية، فإنه كان شخصية مركزية في شبكة النشطاء السياسيين، الذين ظهروا كنتاج للثورة المصرية».


وأشارت الصحيفة إلى الدور الذي لعبه الدروي،عندما كان ضابطا للشرطة، في التنسيق بين المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية ومسؤولي وزارة الداخلية الذين كانوا يريدون تنفيذ إصلاح الشرطة، قبل أن يستقيل عام 2007 احتجاجا على الفساد العميق، الذي قال إنه مستشري في الأجهزة الأمنية.
ولفتت الصحيفة أيضا إلى ترشح الدراوي للبرلمان، في أول انتخابات أقيمت بعد ثورة يناير، لكن مقعده فاز به مرشحا كان داعما للنظام،الذي ظن أنه أطاح به وسط اتهامات واسعة بالتزوير.
ونقلت الصحيفة عن شريف حسن، أحد أصدقاء الدروى، قوله إنه كان مؤمنا للغاية بفكرة أن الإسلام هو الحل، ولكن ليس من خلال السلاح«.
وقالت الصحيفة إن الاقتتال السياسى والاستقطاب بدأ يمزق وحدة ثورة مصر ضد نظام قمعى،وظهرت الخلافات الأيديولوجية بين الليبراليين والإسلاميين واليساريين. ليبدأ الدروى بعدها بتبنى مواقف إسلامية في القضايا السياسية والاجتماعية.
ونقلت الصحيفة عن ناشط سياسي عرف الدروى، ورفض الكشف عن هويته بسبب الحملة الحكومية على الإخوان، إن «أفكاره لم تكن تعددية فيما يتعلق بالمجتمع وكان لديه مواقف مريبة بشأن التشريع على أساس الشريعة».
وحسب الصحيفة، فإن الدروى انسحب من المشهد السياسى،وقال لرفاقه إنه خطط للسفر إلى الولايات المتحدة للعلاج، إلا أن أصدقائه وعائلته لايعرفوت لماذا قرر ترك مصر ليعيش كمقاتل غامض. ونقلت الصحيفة عن شقيقه هيثم قوله إنه كان قد سافر غلى تركيا عام 2013 لأسباب صحية.