«قطار منوف».. محطة جديدة للإرهاب

كتب: خالد الشامي, هند إبراهيم الخميس 06-11-2014 15:07

لم تنم مدينة منوف، مساء الأربعاء، بعد سقوط ضحايا انفجار قنبلة بقطار «كفر الزيات- منوف» أودت بحياة 4 مواطنين منهم شرطيين، وإصابة 10 عاملين بالمحطة، رائحة الدم ملأت المكان، بقع دم لا تزال أثارها باقية على رصيف المحطة حتي الساعات الأولى من الصباح، قطع صغيرة من جسد الضحايا متناثرة على جدران المكاتب الإدارية، أحذية الشهداء والمصابين شاهد عيان على حجم الجريمة النكراء.

القصة تعود لدخول قطار رقم 858 «كفر الزيات- منوف»، مساء الأربعاء،في التاسعة وعشر دقائق مساء محطة منوف،وأثناء وقوفه على رصيفه الموازي للمكاتب الإدارية، قام عمال القطار والفنيين بتنظيفه وتبريده من أجل تخزينه استعدادا لرحلته الصباحية ،واكتشف تامر سعد «عامل البراد»، وجود «كيس بلاستيكي» به جسم غريب، فانطلق يبلغ ناظر المحطة أحمد صبحي عبدالمطلب، فقام بإبلاغ الجهات الأمنية وقام العاملون بالمحطة ومنهم شرطيان، بإخلاء رصيف المحطة من الركاب.

وقام ناظر المحطة بإبلاغ المحطات الأخرى بإيقاف القطارات المتجهة إلى منوف، منعًا لحدوث إصابات وانتظارًا لوصول المعمل الجنائي، لإبطال مفعول القنبلة بعد اكتشافها، ومع وصول رجال المفرقعات في التاسعة و45 دقيقة، انفجرت القنبلة المتمركزة أسفل مقعد للركاب والملاصق للباب قبل الأخير من الواجهة البحرية للمحطة.

وروى ناظر المحطة في تصريحات لـ«المصري اليوم» أنه لم يكن يصدق أن هناك أعمالًا إرهابية إلا بعد وقوع حادث انفجار قطار منوف، ورؤيته لأصدقائه ملقون على الأرض بعد وفاتهم، وبمجرد اكتشافه القنبلة مع رجال الأمن، اللذين لقيا مصرعهما وهي عبارة عن أسلاك في كيس أبيض موصله بـ«تايمر»، قاما بإخلاء القطار من الركاب ورصيف المحطة من المارة، صعد إلى «بلوك»المحطة وقام بحجز قطار القاهرة – منوف رقم 123 على خط الوسط، وهو الذي قلل حجم الخسائر، حيث أنه في حالة وصول قطار طنطا الملاصق للقطار الذي كان بداخله القنبلة، لزاد عدد الضحايا لأكثر من 50 شخصًا على الأقل، حسب توقعاته.

وأكد أنه قام باحتواء غضب الركاب الذين قاموا بسب العاملين بالمحطة دون أن يدركوا حجم الحادث، وفي الوقت الذي أشاد ناظر المحطة برجال أمن قسم ومركز شرطة منوف، اشتكي من عدم وجود خبراء للمفرقعات، نظرًا لتفشي الإرهاب في البلاد وتهديده المتكرر لقطارات السكك الحديدية.

وفي بلوك المحطة الملصق على جدرانه صور الرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وكلاهما أبناء محافظة المنوفية، تجد قطعًا من الزجاج أصابت الجدران الخشبية وكأنها باستخدام «مشرط».

المشهد الذي يشبه الدراما كان أبطاله رجلًا شرطة حرصًا على منع مرور الأهالي من أمام القنبلة، فكان جزاؤهما من الإرهاب الأسود أن يلقيا مصرعهما، فالأول أحمد كمال مسعود، الذي تفجرت أحشاؤه بعدما انفجرت بداخله خزينة طبنجته بعد ارتطامه من شدة الانفجار وأصابته القنبلة.

ويقول محمد عبدالفتاح فايد، خال أحمد كمال مسعود، إن الضحية لديه 3 أولاد هم «عمر وروان وجنى»، وزوجته حامل في الطفل الرابع، وأكد أن أخر اتصال مع زوجته أبلغها أنه «أحضر الفاكهة رمان وموز لنجله عمر»، وأنه لن يتأخر في عمله حتي يحضرهما.

وبدموع منهمرة قال: «حسبي الله ونعم الوكيل في الارهاب الذي يقضي على مستقبل الأسر، فكان حلمه أن يكون ضابطًا وهو ما دفعه لدراسة القانون، ودائمًا ما كان يحلم أن يعلق «دبورة» على كتفه، فكانت أشبه بدفعة قوية له في الدراسة، التي انقضى أجله، وهو في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق».

المصابون يرون الحادث الأليم قال محمد عبدالعزيز حسنين، من قرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم، 43 عامًا، ويعمل ملاحظ «بلوك» بمحطة منوف أنه أثناء وقوفه على رصيف المحطة من أجل مساعدة باقي زملائه في تخزين القطار، فوجئي بتطاير أمناء الشرطة وطرحهم أرضًا من شدة الانفجار «كأنهم عصافير صغيرة»- على حد قوله- لكنه لم يفق إلا في مستشفى منوف العام بعد إصابته بـ«غيبوبة».

وقال سيد شفيق سيد، فرد أمن بالمحطة، إنه توجه مع أحمد كمال، لشكه في الجسم الغريب قبل انفجاره، وقاما بالاتصال بخبراء المفرقعات، لكن القدر فصل بينهما، وكانت 5 دقائق فاصلة بين الحادث وإبطال مفعول القنبلة.

وعودة إلى بطولة الأمين شرطة أحمد كمال- حسب رواية زملائه- أنه عقب انفصال الجرار عن القطار قام بالكشف عن القنبلة بكشاف هاتفه المحمول، وخاطب الجميع بالابتعاد عن مكان القنبلة.

من جهة أخرى، توقفت حركة قطارات «القاهرة – الإسكندرية»، ما أصاب الركاب بحالة من الارتباك، نظرًا لعدم وجود وسائل مواصلات سوى القطارات خاصة لمحافظات الغربية والإسكندرية.

وقال مجدي العيسوي، مدير مركز المعلومات بمستشفى منوف العام، إن الدكتورة هناء سرور، وكيلة وزارة الصحة بالمنوفية، أصدرت تعليماتها بتوفير الإسعافات الأولية، وتجهيز العمليات لإسعاف المصابين، مؤكدًا أن أهالي المدينة تبرعوا بـ37 «كيس دم» عقب سماع دوي الانفجار.